طفرة الاكتتابات وصناعة الثروات
شهدت المملكة العربية السعودية خلال الأعوام الأخيرة، وخاصة في 2024، ازدهاراً في الاكتتابات العامة الأولية، لتصبح واحدة من أبرز الأدوات الاقتصادية التي أسهمت في صناعة جيل جديد من أصحاب الثروات. بلغت قيمة الاكتتابات نحو 15.2 مليار ريال سعودي (4.1 مليار دولار) عبر 16 طرحاً، ما أدى إلى ظهور 11 مليارديراً جديداً.
محمد العبار.. نموذج للتحولات الخليجية
محمد العبار، الرئيس التنفيذي لشركة “إعمار العقارية”، أصبح حديث العالم بعد إدراج شركة “أمريكانا” في السوق السعودي وجمع 6.7 مليار ريال. بهذا الإنجاز، انضم العبار إلى مؤشر بلومبرغ للمليارديرات، ما يعكس كيف يمكن للاكتتابات تحويل رجال الأعمال إلى شخصيات اقتصادية عالمية.
قطاع الرعاية الصحية: منصة للمليارديرات
كان قطاع الرعاية الصحية أحد المحركات الرئيسية لهذا التحول. أسهمت طروحات مثل “فقيه الطبية” و”الموسى الصحية” في ظهور خمسة مليارديرات جدد، من بينهم عمار سليمان الفقيه وأشقاؤه الذين حصلوا على حصص تقدر قيمتها بالمليارات. يعكس هذا التحول اهتمام السعودية بتعزيز مساهمة القطاع الخاص في خدمات الرعاية الصحية، مع توقعات نمو القطاع بنسبة 6.5% سنوياً حتى 2030.
قصص نجاح سعودية ملهمة
أبرز الأمثلة على هذه النجاحات تأتي من عمر العليان، الشاب السعودي الذي أسس شركة “نايس ون” للتجارة الإلكترونية. انطلقت الشركة عام 2017 برأسمال صغير وتحولت إلى عملاق اقتصادي بقيمة 4 مليارات ريال، مما جعل مؤسسيها ضمن قائمة المليارديرات.
اكتتابات فريدة ومساهمة مجتمعية
من القطاعات اللافتة الأخرى كان قطاع العطور، حيث طرحت شركة “الماجد للعود” للاكتتاب، ما أضاف قطاعاً جديداً إلى السوق ورفع القيمة السوقية للشركة إلى 3.7 مليار ريال.
توقعات المستقبل
مع استمرار الزخم، يُتوقع أن تشهد السعودية المزيد من الاكتتابات الناجحة، معززةً من مكانتها كقوة اقتصادية تنويعية. يقول علي خالبي، الرئيس التنفيذي لقطاع أسواق رأس المال في “هيرميس”، إن المملكة تسير نحو تحقيق أعلى عدد من الاكتتابات في الأعوام المقبلة، مما يمهد الطريق لظهور مزيد من أصحاب الثروات الجدد.
تُعد هذه الاكتتابات حجر الزاوية في استراتيجية السعودية لتنويع اقتصادها وتحقيق رؤية 2030. إنها ليست مجرد أدوات مالية بل بوابة لبناء المستقبل، حيث تُصاغ قصص نجاح الأفراد بالتوازي مع تطور اقتصاد المملكة.