في مفاجأة استفاقت عليها المنطقة بعد سقوط النظام السوري في ديسمبر 2024، قامت إسرائيل باجتياح مناطق جديدة في جنوب سوريا. بعد هروب الرئيس بشار الأسد، استغلت إسرائيل الفراغ الأمني الناتج لتوسيع نطاق سيطرتها على المنطقة العازلة والمناطق المحيطة بها. لكن ما هي الأسباب التي تقدمها إسرائيل لتبرير هذا الاحتلال الجديد؟
الأمن القومي ومنع تهريب الأسلحة
تبرر إسرائيل تحركاتها بأنها تسعى لضمان أمن الجولان السوري المحتل ومنع تهريب الأسلحة الإيرانية إلى لبنان عبر الأراضي السورية. وقد أعلن الجيش الإسرائيلي عن دمار مقدرات الجيش السوري لمنع استخدام الأسلحة الثقيلة ضدها في المستقبل، خصوصاً بعد تقدم المعارضة السورية التي تعتبر من الممكن أن تتعاون مع حزب الله أو إيران.
استعادة الردع ومنع هجمات جديدة
تقول إسرائيل إن توسعها في جنوب سوريا يأتي كرد على تهديدات واقعية أو متوقعة من القوى المعادية لها. بعد الهجوم الواسع الذي شنته حركة حماس في 7 أكتوبر 2023، تبنت إسرائيل سياسة توسعية لإعادة رسم خرائط الأمن في المنطقة، وتعتبر أن وجودها في جنوب سوريا هو جزء من هذه الاستراتيجية لمنع أي هجمات مستقبلية.
التحالفات الاستراتيجية والتأثير السياسي
يعمل الجيش الإسرائيلي على إنشاء طرق ترابية وسياج أمني لمنع تسلل المسلحين، مما يشير إلى تحالفات ضمنية مع قوات محلية أو عناصر سورية تسعى لتحقيق مصالح إسرائيل في جنوب سوريا. كما تبحث إسرائيل عن تأثير سياسي على الحكومة القادمة في سوريا، حيث تحاول فرض “أمر واقع جديد” على الأرض، معتمدة على فكرة أن الحكومة القادمة ستحتاج إلى الشرعية الدولية ولن ترغب في مواجهة جبهة جديدة مع إسرائيل.
التهديد الإيراني
تبرر إسرائيل أيضًا توغلاتها بالضرورة لمواجهة التهديد الإيراني في سوريا، حيث تستهدف عملياتها المبنيات التي ترى أنها تستخدمها إيران لتقوية وجودها العسكري والإستراتيجي في سوريا، مما يشكل تهديدًا مباشرًا على أمنها القومي.
تواجه إسرائيل تداعيات دولية متنوعة لتحركاتها، حيث أدانت منظمة التعاون الإسلامي ومجلس التعاون الخليجي ودول عربية متعددة احتلالها للأراضي السورية باعتباره انتهاكًا للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة.
تشير إلى أن إسرائيل تخشى من وحدة سوريا وتراهن على تقسيمها لتقليل القوة السورية وتفكيك التحالفات الإيرانية، مما يجعل التوغل في جنوب سوريا جزءًا من استراتيجية أوسع لتغيير بنية القوى في المنطقة
محللون سياسيون
تبقى إسرائيل تحت ضغط دولي لشرح تحركاتها، لكنها تستمر في بناء ذرائع تبريرية تتحدث عن الأمن القومي، مكافحة التهديدات الإيرانية، وإنشاء منطقة عازلة لحماية الجولان. بينما تتابع الأحداث، يبقى الوضع في جنوب سوريا معقدًا، مع تداعيات سياسية وأمنية قد تمتد إلى المستقبل البعيد.