مع سقوط نظام بشار الأسد في سوريا نهاية الأسبوع الماضي واقتراب الرئيس المنتخب دونالد ترامب من تسلم مهام منصبه في يناير المقبل، بدأت أصوات داخل الولايات المتحدة وقادة المعارضة الإيرانية تطالب بإسقاط النظام الإيراني بنفس الطريقة، بدعم أميركي مباشر.
وفقاً لتقرير نشرته شبكة “فوكس نيوز” الأميركية، نظم مجلس الشيوخ الأميركي غداء عمل حضره مشرعون بارزون، دبلوماسيون، وقادة عسكريون لمناقشة سبل تحويل إيران إلى “جمهورية حرة وغير نووية”.
مقاربة “الضغط الأقصى” تعود إلى الواجهة
خلال اللقاء، أكدت مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ من الحزبين ضرورة إعادة العمل بسياسة “الضغط الأقصى” التي تبناها ترامب في ولايته الأولى. تلك السياسة اشتملت على فرض عقوبات اقتصادية شديدة ودعم المعارضة الإيرانية، في إطار الجهود لإسقاط المرشد الإيراني علي خامنئي.
السيناتور الجمهوري تيد كروز شدد في خطاب قوي على “حتمية انهيار النظام الإيراني”، واصفاً خامنئي بأنه “مجنون ثيوقراطي وقاتل”. وأكد أن الإدارة المقبلة ستستأنف سياسة العقوبات الصارمة، مع إغلاق المنشآت النووية الإيرانية والقضاء على مبيعات النفط.
كروز أشار إلى نجاح جهود سابقة خلال إدارة ترامب لتقليص صادرات النفط الإيرانية من مليون برميل يومياً إلى 300 ألف، مما أثر سلباً على النظام دون ارتفاع كبير في أسعار النفط العالمية. لكنه انتقد إدارة بايدن التي سمحت بزيادة مبيعات النفط الإيرانية، مما وفر للنظام عائدات قُدرت بـ100 مليار دولار خُصصت لتمويل الإرهاب، حسب قوله.
دعوة لتغيير النظام وخطة العشر نقاط
مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، عرضت خطة من عشر نقاط لتحقيق تغيير النظام الإيراني وإصلاحه ديمقراطياً. تركز الخطة على الفصل بين الدين والدولة، المساواة بين الجنسين، إلغاء عقوبة الإعدام، ونزع السلاح النووي.
وأوضحت رجوي أن هدف المعارضة ليس الاستيلاء على السلطة، بل إعادتها للشعب الإيراني من خلال انتخابات حرة بإشراف حكومة انتقالية. وأكدت أن النظام الإيراني بات في موقف ضعيف، مستشهدة بالهزائم الاستراتيجية التي تعرض لها وكلاؤه في سوريا ولبنان.
لحظة مثالية للتغيير
الجنرال جيمس جونز، مستشار الأمن القومي السابق، وصف سقوط الأسد بـ”التحول التكتوني” الذي يمنح الإيرانيين الأمل في أن التغيير ممكن. وأضاف أن الأنظمة الاستبدادية يجب ألا تُترك لتنجح، مشدداً على أهمية الوقوف في وجه ما وصفه بـ”رأس الأفعى”، في إشارة إلى النظام الإيراني.
ودعا جونز إلى تجديد السياسة الأميركية التي تجمع بين العقوبات ودعم المعارضة الإيرانية، مؤكداً أن الشراكات بين القطاعين العام والخاص ستكون حاسمة في التخطيط لما بعد النظام.
مع دخول إيران مرحلة جديدة من الضغوط الدولية المتزايدة، تبدو المعارضة الإيرانية مستعدة لاغتنام اللحظة من أجل تحقيق التغيير. في الوقت ذاته، يُتوقع أن تعيد الإدارة الأميركية المقبلة العمل بسياسة صارمة تجاه النظام الإيراني، ما قد يؤدي إلى تسريع سقوطه وإتاحة فرصة لإيران جديدة تقوم على أسس الديمقراطية والمساواة.