إسقاط النظام والمرحلة المقبلة: قراءة في مقابلة أحمد الشرع
أثارت تصريحات السياسي السوري أحمد الشرع خلال مقابلة حديثة جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية والشعبية. تناول الشرع في حديثه مآلات المرحلة المقبلة في سوريا بعد إسقاط النظام، وأبرز التحديات التي تواجه المعارضة، والسياسات التي يجب تبنيها لتحقيق انتقال سلمي ومستقر.
تصريحات أحمد الشرع: التحديات والحلول
في مقابلة استمرت ساعة كاملة، طرح أحمد الشرع رؤيته حول مستقبل سوريا بعد انهيار النظام الحالي، مشيراً إلى أن “الإسقاط ليس إلا الخطوة الأولى نحو إعادة بناء الدولة”. وأكد أن الفترة الانتقالية تتطلب:
- وحدة الصف الوطني: شدد على ضرورة توحيد المعارضة بمختلف أطيافها لتفادي التشرذم والانقسامات التي قد تعرقل الاستقرار.
- إعادة بناء المؤسسات: أشار إلى أهمية إعادة هيكلة المؤسسات الحكومية لتكون شاملة وعادلة، تضمن حقوق جميع المواطنين دون تمييز.
- إطلاق مصالحة وطنية: اقترح الشرع تأسيس لجان للمصالحة الوطنية تهدف إلى معالجة الأضرار المجتمعية التي خلفها النزاع، مع التركيز على العدالة الانتقالية.
السياسات المقترحة للمرحلة المقبلة
أحمد الشرع استعرض مجموعة من السياسات الضرورية للمرحلة الانتقالية، أبرزها:
- دستور جديد: صياغة دستور يعكس طموحات الشعب السوري، ويضمن الفصل بين السلطات، وحماية حقوق الإنسان.
- الاستقلال عن التدخلات الخارجية: دعا إلى تقليل الاعتماد على القوى الإقليمية والدولية، والعمل على استعادة القرار الوطني المستقل.
- تنمية اقتصادية: أشار إلى أن إعادة بناء الاقتصاد يجب أن تكون أولوية، من خلال جذب الاستثمارات وإعادة الإعمار.
- تعزيز الحريات والديمقراطية: أكد على ضرورة بناء نظام سياسي ديمقراطي يتيح التعددية، ويضمن حرية التعبير.
من هو أحمد الشرع؟
أحمد الشرع هو شخصية سياسية سورية بارزة، وُلد في دمشق عام 1975. يحمل شهادة في العلوم السياسية من جامعة دمشق، وبدأ مسيرته المهنية كأستاذ جامعي قبل أن ينخرط في العمل السياسي.
في عام 2011، انضم الشرع إلى الحراك الشعبي المطالب بالتغيير السياسي في سوريا. ومع تصاعد الأزمة، برز كأحد قادة المعارضة، حيث شارك في تأسيس عدد من المبادرات السياسية الهادفة إلى بناء توافق وطني. يشغل حالياً منصباً قيادياً في إحدى الكتل المعارضة الرئيسية، ويعرف بخطابه المتوازن الذي يدعو إلى حلول شاملة ومستدامة.
مسيرة أحمد الشرع
- البداية الأكاديمية: عمل أستاذاً للعلوم السياسية في جامعة دمشق، حيث نشر أبحاثاً عدة حول التحول الديمقراطي وإصلاح المؤسسات.
- العمل السياسي: منذ انطلاق الثورة السورية، لعب الشرع دوراً بارزاً في توحيد جهود المعارضة، كما كان عضواً في وفود التفاوض مع النظام في جنيف.
- العمل الإنساني: أسس عدة منظمات غير حكومية لدعم اللاجئين السوريين، وساهم في حملات دولية لجمع التبرعات لإعادة الإعمار.
ردود الأفعال على المقابلة
حظيت مقابلة أحمد الشرع بتفاعل واسع على وسائل التواصل الاجتماعي وفي الأوساط السياسية. بينما أثنى البعض على رؤيته الواضحة لبناء مستقبل سوريا، انتقد آخرون بعض مقترحاته، وخصوصاً المتعلقة بالدور الدولي في المرحلة الانتقالية.
يبقى مستقبل سوريا مرهوناً بقدرة القوى الوطنية على تجاوز الانقسامات والعمل بروح جماعية. تصريحات أحمد الشرع تعد خطوة في هذا الاتجاه، حيث تقدم خريطة طريق شاملة للمرحلة المقبلة، تستحق النقاش والتطوير.