في ذكرى مرور 25 عاماً على استعادة بنما سيطرتها على قناة بنما، واحدة من أهم المعابر المائية في العالم، تم تعبئة الأحداث بتهديدات جديدة من الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب. في تغريدة صادمة على منصة Truth Social، أعلن ترامب عن نيته باستعادة السيطرة الأمريكية على القناة إذا لم تدر بنما الأمور بما يعجب واشنطن.
ترامب، الذي لم يكن بعيدًا عن الجدل، أوضح أنه يرى الرسوم المفروضة على السفن الأمريكية التي تعبر القناة “سخيفة”، معتبرًا أنها تشكل “نهباً” للولايات المتحدة. هذه التصريحات أثارت موجة من التساؤلات حول ما إذا كان ترامب يمثل موقفًا جديدًا أم أنها مجرد تكتيكات سياسية للضغط على بنما وتحقيق مكاسب دبلوماسية أو اقتصادية.
تأتي هذه التهديدات في سياق ادعاءات ترامب بأن الصين تسعى لزيادة نفوذها في منطقة القناة، عبر شركة “سي كيه هاتشيسون” التي تدير ميناءين بالقرب من مداخل القناة. يرى ترامب أن هذا النفوذ الصيني قد يشكل تهديدًا للمصالح الأمريكية، مما يفسر عزمه على “إعادة القناة إلى الولايات المتحدة بشكل كامل ودون أي أسئلة” إذا لم تتمكن بنما من الحفاظ على “مبادئ الأخلاق والقانون” المتعلقة بإدارة القناة.
قناة بنما، التي تم بناؤها بعد جهود دامت عقوداً وأودت بحياة 22 ألف عامل في فترة بنائها، كانت تحت السيطرة الأمريكية منذ افتتاحها في 1914 حتى تم تسليمها لبنما في 1999 بموجب معاهدة توريخوس-كارتر. هذه المعاهدة أعادت السيطرة الكاملة لبنما على القناة مع ضمان حيادها للسفن من جميع الدول.
ترامب، الذي يعرف بأنه لا يتردد في استخدام الكلمات القوية وتهديدات القوة، يبدو أنه يستخدم هذا الموقف لإرسال رسائل مزدوجة: إلى بنما لمراجعة سياساتها، وإلى العالم بأن الولايات المتحدة لن تتراجع عن مصالحها الاستراتيجية. ومع ذلك، جاء رد رئيس بنما خوسيه راؤول مولينو قوياً، حيث أعلن أن “كل متر مربع من قناة بنما ينتمي إلى بنما وسيظل كذلك”.
تبقى هذه القضية محط أنظار العالمية لأهميتها الحيوية في التجارة العالمية والأمن الاقتصادي، حيث تعبر قناة بنما نحو 14 ألف سفينة سنوياً تحمل بضائع بقيمة تقدر بـ270 مليار دولار. السؤال الآن هو ما إذا كان ترامب سيعمل على تحويل تهديداته إلى إجراءات عملية، أم سيبقى هذا مجرد مناورة سياسية في مسرح الدبلوماسية الدولية.