كشف تقرير علمي حديث أن عام 2024 قد يصبح أول عام في التاريخ الحديث يتجاوز فيه متوسط درجة الحرارة العالمية 1.5 درجة مئوية أعلى من مستويات ما قبل الثورة الصناعية، وهو الحد الذي حددته اتفاقية باريس للمناخ كعتبة حرجة لتجنب أسوأ آثار تغير المناخ.
أرقام قياسية وواقع مقلق
تشير البيانات الصادرة عن علماء المناخ إلى أن ظاهرة النينيو، التي تعزز من ارتفاع درجات الحرارة، إلى جانب استمرار انبعاثات غازات الدفيئة بمعدلات قياسية، تسهم بشكل كبير في هذا التغير. ومن المتوقع أن تشهد بعض المناطق تأثيرات كارثية، بما في ذلك موجات حر شديدة، وتصاعد العواصف، وانخفاض معدلات هطول الأمطار في مناطق حيوية.
لماذا 1.5 درجة مئوية؟
يُعد حاجز 1.5 درجة مئوية أكثر من مجرد رقم. فقد حدد العلماء هذه العتبة لتجنب آثار كارثية على الأنظمة البيئية والبشرية. ومع تجاوز هذا الحد، ستصبح مخاطر مثل ارتفاع مستويات البحار، وانقراض الأنواع، وفقدان التنوع البيولوجي أكثر شدة وانتشاراً.
هل يمكن التحكم بالوضع؟
رغم التحذيرات، يؤكد بعض الخبراء أن الفرصة لا تزال قائمة للحد من ارتفاع الحرارة عبر اتخاذ إجراءات عاجلة. يشمل ذلك التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة، وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، وتكثيف الجهود الدولية لخفض الانبعاثات.
ما دور النينيو؟
تعود ظاهرة النينيو كل بضعة أعوام، وتؤدي إلى ارتفاع مؤقت في درجات الحرارة العالمية نتيجة التغيرات في أنماط الطقس. ومع ذلك، فإن الارتفاع المتوقع في عام 2024 ليس فقط نتيجة النينيو، بل يعكس أيضاً الاتجاه الطويل الأمد للاحترار العالمي.
تداعيات وتوصيات
إذا استمر الوضع الحالي دون تغيير، قد يصبح تجاوز حاجز 1.5 درجة مئوية هو “الوضع الطبيعي الجديد”، مما يزيد من احتمالات تعرض العالم لأزمات مناخية متكررة. ويشدد العلماء على أهمية الالتزام بتعهدات المناخ والانتقال إلى اقتصاد مستدام للحفاظ على مستقبل الكوكب.