في زيارة تعتبر الأولى من نوعها منذ سقوط نظام بشار الأسد، وصل وزير الخارجية الألماني أنالينا باربوك ونظيرها الفرنسي جان نويل باروت إلى دمشق للقاء الحكام الجدد لسوريا، بقيادة أحمد الشرع. هذه الزيارة تأتي كجزء من محاولة أوروبية لفتح الصفحة مع سوريا بعد أكثر من 13 عامًا من النزاع الدموي.
وفقًا لبيانات من مصادر دبلوماسية، يهدف اللقاء إلى بناء علاقات جديدة مع السلطات السورية بعد الانتقال السياسي الذي شهد سقوط نظام الأسد. تأتي هذه الزيارة في وقت تبدأ فيه الدول الغربية بفتح قنوات تواصل مع حركة حياة التحرير الشام (HTS)، والتي كانت تحمل صفة “جماعة إرهابية” في العديد من الدول، مع مناقشات حول إمكانية إزالة هذه التسمية.
خلال زيارتهما، أكد الوزيران على أهمية انتقال سلمي يمثل كل أطياف المجتمع السوري، مع تأكيد على حماية حقوق الإنسان، وحقوق الأقليات، وضرورة تجنب أي أعمال انتقامية. الفرنسي باروت أعرب عن الأمل في “سوريا سيادية ومستقرة وسلمية”، بينما دعت باربوك إلى تحقيق “مجتمع تعددي يتمتع بالحقوق والحماية لجميع السوريين”.
تضمنت الزيارة أيضًا لقاءات مع قادة عسكريين وممثلي المجتمع المدني، بالإضافة إلى زيارة سجن صيدنايا، وهو مكان شهد جرائم بشعة تحت نظام الأسد السابق. يتوقع أن تناقش الجلسات استعادة التمثيل الدبلوماسي في دمشق وحل الصراعات في المنطقة.
تشير هذه الزيارة إلى تحول في موقف الاتحاد الأوروبي تجاه سوريا، مع توقعات بأن تتبعها زيارات أخرى من قادة أوروبيين لمتابعة مسار التوفيق السياسي والإنساني في البلاد.