وصل المبعوث الأميركي الخاص للطاقة، آموس هوكستين، إلى لبنان في زيارة تحمل رسائل سياسية واقتصادية متنوعة، مستهدفة العاصمة بيروت ومنطقة الجنوب على حد سواء. وتأتي هذه الزيارة في وقت حساس، حيث يواجه لبنان تحديات اقتصادية وأمنية متصاعدة، فيما تلوح في الأفق قضايا تتعلق بترسيم الحدود البحرية وتعزيز التعاون في قطاع الطاقة.
جدول أعمال مكثف
من المقرر أن يعقد هوكستين سلسلة لقاءات مع المسؤولين اللبنانيين في بيروت، تشمل رئيس الجمهورية المؤقت نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبد الله بو حبيب، لبحث مستجدات ملف الطاقة والمساعدات الأميركية. ويُتوقع أن يتم التطرق إلى دعم قطاع الكهرباء، وتطوير مشاريع الطاقة المستدامة، في ظل أزمة الكهرباء التي تعاني منها البلاد.
وفي الجنوب، تشير التقارير إلى أن هوكستين سيناقش مستجدات تنفيذ اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل الذي تم بوساطة أميركية العام الماضي، مع تركيز خاص على الجهود المبذولة لبدء عمليات التنقيب عن الغاز في المنطقة البحرية المتنازع عليها سابقًا.
رسائل سياسية واضحة
زيارة هوكستين ليست اقتصادية بحتة، بل تحمل رسائل سياسية تتعلق بالاستقرار في الجنوب اللبناني. المبعوث الأميركي أكد، قبل وصوله، أهمية الحفاظ على الهدوء في المنطقة الحدودية، خاصة في ظل التوترات المتزايدة بين إسرائيل وحزب الله.
وقال مصدر دبلوماسي: “هوكستين يسعى إلى التأكيد على التزام الولايات المتحدة بدعم استقرار لبنان، مع تشجيع الأطراف المختلفة على ضبط النفس والتعاون من أجل مصلحة البلد”.
ترحيب حذر
على الرغم من أهمية الزيارة، فإن الأوساط السياسية في لبنان تتباين في تقييمها. يرى البعض أن التحركات الأميركية في لبنان تحمل طابعًا إيجابيًا يعكس رغبة في دعم الاقتصاد اللبناني، فيما يشير آخرون إلى أن واشنطن تسعى لتعزيز نفوذها في المنطقة من خلال أدوات اقتصادية وسياسية.
وفي هذا الإطار، قال محلل سياسي: “الزيارة تضع لبنان في قلب المعادلات الإقليمية، لكن يجب على القيادة اللبنانية أن تستغلها بما يخدم المصلحة الوطنية”.
أبعاد إقليمية
زيارة هوكستين تأتي في سياق إقليمي أوسع يشمل صراعات الطاقة في شرق المتوسط، حيث تسعى الولايات المتحدة إلى لعب دور محوري في تسهيل التعاون بين دول المنطقة. كما تشير تقارير إلى أن واشنطن ترغب في تحقيق تقدم ملموس في مشاريع الطاقة لتعزيز نفوذها مقابل الأطراف الأخرى، مثل روسيا والصين.