في ظل أزمة سياسية غير مسبوقة في لبنان، يبقى منصب رئاسة الجمهورية شاغراً منذ أكثر من عام، ما يفاقم حالة الجمود السياسي والاقتصادي. ومع دعوة رئيس مجلس النواب لعقد جلسات لانتخاب رئيس جديد، بدأت الأنظار تتجه نحو أبرز الأسماء المطروحة لهذا المنصب، وسط مشاورات مكثفة وتحالفات متشابكة بين القوى السياسية.
أسماء مرشحة بارزة
1. سليمان فرنجية
رئيس تيار “المردة”، يُعتبر من أبرز الأسماء المطروحة بدعم من فريق “حزب الله” وحلفائه. فرنجية يتمتع بعلاقات إقليمية ودولية واسعة، لكنه يواجه معارضة شديدة من قوى المعارضة وبعض الكتل المستقلة.
2. جهاد أزعور
المرشح المدعوم من المعارضة وبعض القوى التغييرية. أزعور، الذي شغل منصب وزير المالية سابقاً، يُعد خياراً تقنياً أكثر منه سياسياً، مع تركيز على الإصلاح الاقتصادي، لكنه يفتقر إلى الدعم من الكتل التقليدية الكبرى.
3. قائد الجيش العماد جوزيف عون
يحظى عون بقبول واسع بين الأطراف الإقليمية والدولية كمرشح توافقي محتمل، نظراً لدوره في الحفاظ على استقرار المؤسسة العسكرية خلال الأزمات الأخيرة. إلا أن تعديل الدستور اللازم لترشيحه قد يُشكّل عقبة قانونية أمام انتخابه.
4. ميشال معوض
مدعوم من بعض القوى المعارضة، يُعتبر معوض رمزاً للإصلاح والتغيير، لكنه يفتقر إلى دعم الكتل السياسية الكبرى، ما يُضعف فرص وصوله إلى الرئاسة.
تحديات انتخاب الرئيس
- التحالفات المتشابكة: الانقسام بين الكتل السياسية يجعل من الصعب التوصل إلى توافق على اسم واحد.
- التدخلات الخارجية: التأثيرات الإقليمية والدولية تلعب دوراً رئيسياً في اختيار الرئيس.
- الفراغ الدستوري: استمرار الشغور الرئاسي يفاقم الأزمات الاقتصادية والمعيشية، ويضع مزيداً من الضغوط على المؤسسات اللبنانية.
جهود دولية وإقليمية
تشهد المرحلة الراهنة تواصلاً مكثفاً من قِبل دول كفرنسا والولايات المتحدة والسعودية لإيجاد مخرج للأزمة، مع التأكيد على أهمية انتخاب رئيس قادر على تنفيذ إصلاحات شاملة وإنقاذ الاقتصاد اللبناني.
ماذا بعد؟
مع اقتراب موعد الجلسة الانتخابية، يبقى السؤال الأهم: هل سيتمكن البرلمان اللبناني من كسر الجمود السياسي وانتخاب رئيس جديد، أم أن الفراغ الدستوري سيستمر لفترة أطول؟