صرّح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأن إيران تمثل “التحدي الأمني الرئيسي” في منطقة الشرق الأوسط، وذلك في ظل تصاعد التوترات الإقليمية بشأن برنامج طهران النووي ودورها في دعم جماعات مسلحة بالمنطقة. جاءت تصريحات ماكرون خلال لقاء جمعه بعدد من قادة الدول الأوروبية والشرق أوسطية، حيث أكد أهمية التنسيق الدولي للتصدي لما وصفه بـ”التهديد الإيراني المتزايد”.
برنامج إيران النووي في دائرة القلق
عبّر ماكرون عن قلقه إزاء تقدم إيران في تطوير برنامجها النووي، والذي يثير مخاوف دولية من اقترابها من القدرة على إنتاج أسلحة نووية. وشدد على ضرورة تكثيف الجهود الدبلوماسية لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015، الذي انسحبت منه الولايات المتحدة في 2018، وتوسيع نطاقه ليشمل قضايا إضافية، مثل تطوير الصواريخ الباليستية الإيرانية.
وقال ماكرون: “إيران أصبحت عنصرًا أساسيًا في زعزعة الاستقرار بالمنطقة، وبرنامجها النووي يشكل تهديدًا كبيرًا يجب مواجهته بحزم”.
دعم الجماعات المسلحة
بالإضافة إلى الملف النووي، أشار الرئيس الفرنسي إلى دور إيران في دعم وتمويل جماعات مسلحة في الشرق الأوسط، مثل حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن، وهو ما يعزز حالة عدم الاستقرار في العديد من الدول.
وأكد ماكرون على ضرورة مواجهة هذا النفوذ الإيراني عبر تعزيز التعاون الأمني بين دول المنطقة والقوى الدولية، مع السعي لإيجاد حلول سياسية للصراعات المستمرة في اليمن وسوريا والعراق.
دعوة للتنسيق الدولي
دعا الرئيس الفرنسي إلى تنسيق الجهود بين الدول الأوروبية والعربية، بالإضافة إلى الولايات المتحدة، لتبني استراتيجية شاملة تهدف إلى احتواء التهديدات الإيرانية، سواء كانت نووية أو غير ذلك. وأكد على أهمية الحفاظ على استقرار المنطقة لضمان الأمن العالمي.
إيران ترد
على الجانب الآخر، رفضت إيران مرارًا الاتهامات الغربية بشأن تدخلاتها في المنطقة، واعتبرت أنها تسعى لحماية مصالحها الإقليمية ومواجهة التهديدات الأمنية التي تتعرض لها من قبل إسرائيل وبعض الدول الأخرى.
خلفية التصريحات
تأتي تصريحات ماكرون في وقت تتصاعد فيه التوترات بين إيران والمجتمع الدولي، خاصة مع التقارير التي تفيد بزيادة تخصيب اليورانيوم إلى مستويات قريبة من الاستخدام العسكري. كما أن استمرار دعم إيران لجماعات مسلحة يزيد من التعقيدات في المنطقة، مما يثير قلقًا دوليًا متزايدًا.