واشنطن – في سابقة هي الأولى من نوعها، شهدت إحدى المحاكم الأميركية استخدام تقنية الواقع الافتراضي (VR) خلال جلسة محاكمة، حيث أتيحت للقضاة والمحلفين فرصة رؤية مسرح الجريمة بتفاصيل دقيقة وواقعية ثلاثية الأبعاد. الخطوة الجديدة تأتي في إطار محاولة القضاء الأميركي تبني التكنولوجيا الحديثة لتحسين كفاءة وعدالة المحاك
تفاصيل التجربة الرائدة
المحاكمة التي أُجريت في محكمة مقاطعة بولاية كاليفورنيا تناولت قضية معقدة تتعلق بجريمة قتل وقعت في شقة سكنية. استخدم فريق الادعاء تقنية الواقع الافتراضي لإعادة إنشاء مسرح الجريمة بشكل دقيق، مع تمثيل ثلاثي الأبعاد للضحية والمشتبه بهم بناءً على البيانات الجنائية والأدلة التي تم جمعها.
المحامي العام للولاية قال:
“تكنولوجيا الواقع الافتراضي منحت المحلفين تجربة فريدة لفهم ملابسات الجريمة بوضوح أكبر مقارنة بالصور أو الفيديو التقليدي.”
كيف يعمل الواقع الافتراضي في المحاكم؟
تم تجهيز قاعة المحكمة بأجهزة VR سمحت للمحلفين والقاضي “بالدخول” فعليًا إلى مسرح الجريمة. تمكن المستخدمون من “التجول” في الموقع ومراقبة زوايا مختلفة من الحادثة، مما وفر صورة شاملة لا يمكن أن تقدمها الأدلة الورقية أو الصور المسطحة.
خبير التكنولوجيا القضائية، جوناثان كراوس، أوضح:
“استخدام VR يضيف طبقة جديدة من الفهم للأحداث، ويقلل من احتمالية سوء تفسير الأدلة أو الشهادات.”
ردود الفعل الأولية
الخطوة لاقت ترحيبًا واسعًا من الأوساط القضائية، حيث اعتبرها البعض نقلة نوعية قد تسهم في تقليل نسبة الأخطاء القضائية. على الجانب الآخر، أبدى بعض المنتقدين مخاوف بشأن إمكانية التلاعب بالبيانات المدخلة في برمجيات الواقع الافتراضي، مما قد يؤثر على نزاهة العملية القضائية.
رئيس اتحاد المحامين الأميركيين علق قائلاً:
“علينا أن نضع معايير صارمة لاستخدام هذه التكنولوجيا في المحاكم لضمان العدالة والشفافية.”
مستقبل التكنولوجيا في القضاء
من المتوقع أن تكون هذه التجربة بداية لتوسع استخدام الواقع الافتراضي في المحاكم الأميركية وغيرها من الدول. خبراء يرون أن التكنولوجيا قد تستخدم أيضًا لإعادة تمثيل الحوادث المرورية، أو لتقديم شهادات افتراضية للشهود في حالات الجرائم العابرة للحدود.