دبي – في علامة واضحة على نمو الاستثمارات الإقليمية والدولية في أسواق المال الإماراتية، شهدت بورصتا دبي وأبوظبي زيادة ملحوظة في القيمة السوقية خلال عام 2024. هذه الزيادة الكبيرة تأتي في وقت حاسم، حيث تكشف عن جاذبية متزايدة للأسواق الإماراتية كمركز استثماري رئيسي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
أرقام قياسية في البورصتين
وفقًا للبيانات الرسمية، سجلت بورصتا دبي وأبوظبي نموًا ملحوظًا في القيمة السوقية، حيث ارتفعت القيمة الإجمالية للأسواق في كلا البورصتين بنسبة تصل إلى 20% في العام الحالي مقارنة بالعام السابق. يشير هذا النمو إلى زيادة قوية في حجم التداولات واهتمام المستثمرين العالميين بالفرص الاستثمارية المتاحة في الإمارات.
العوامل التي ساعدت على النمو
عدة عوامل ساهمت في هذا التحسن الكبير، وأبرزها:
- التوسع في الاكتتابات العامة: شهدت بورصتا دبي وأبوظبي إدراجات جديدة لشركات كبيرة، ما ساعد على زيادة السيولة وتحفيز الاستثمارات.
- تحسن الاقتصاد الإماراتي: استفادت الأسواق المالية الإماراتية من تحسن الأداء الاقتصادي العام للدولة، مع استمرارية نمو القطاعات غير النفطية مثل التكنولوجيا والسياحة والطاقة المتجددة.
- الإصلاحات المالية والتشريعية: نفذت الحكومة الإماراتية العديد من الإصلاحات في القطاع المالي مثل تسهيل إجراءات الدخول للمستثمرين الأجانب وتطوير البيئة التشريعية التي تدعم النمو المستدام للأسواق.
- الاستثمار الأجنبي: أثبتت الإمارات أنها بيئة مواتية للاستثمار الأجنبي، حيث أقبلت الشركات العالمية وصناديق الاستثمار على دخول الأسواق الإماراتية للاستفادة من الفرص المجزية.
تصريحات رسمية
وفي تعليق له، قال مدير عام بورصة دبي، سعيد الوهيبي: “زيادة القيمة السوقية لبورصتنا تعكس الثقة الكبيرة التي يوليها المستثمرون للأسواق الإماراتية.” وأضاف أن “الإصلاحات التي شهدتها البورصة، بالإضافة إلى الإدراجات الجديدة، ساهمت بشكل كبير في تعزيز جاذبية السوق المحلية.”
أما رئيس مجلس إدارة سوق أبوظبي للأوراق المالية، خالد بن أحمد، فقد أكد على أن “هذه الزيادة تعد مؤشرًا على الاستقرار والنمو المستدام الذي تحققه الإمارات، بما يعزز مكانتها كمركز مالي رائد في المنطقة.”
تأثير النمو على الاقتصاد المحلي
تعد الأسواق المالية في الإمارات من أهم مصادر التمويل للشركات الوطنية، حيث تساهم بشكل كبير في دعم الابتكار والنمو الاقتصادي. مع هذه الزيادة في القيمة السوقية، من المتوقع أن تستمر الشركات الإماراتية في تعزيز قدرتها التنافسية على المستوى العالمي، مما يعود بالنفع على الاقتصاد الوطني ويحفز تدفق المزيد من الاستثمارات الأجنبية.
التحديات المستقبلية
على الرغم من هذا النمو الاستثماري الملحوظ، فإن الأسواق لا تزال تواجه تحديات مثل تقلبات الأسواق العالمية وأسعار النفط، التي يمكن أن تؤثر على معنويات المستثمرين. ومع ذلك، تشير التوقعات إلى أن بورصتي دبي وأبوظبي ستواصلان تقديم فرص استثمارية جاذبة على المدى الطويل بفضل الإصلاحات المستمرة والاستقرار الاقتصادي.
نظرة مستقبلية
من المتوقع أن تواصل بورصتا دبي وأبوظبي تحقيق أداء قوي في السنوات القادمة، مع التركيز على تعزيز التنوع الاقتصادي وجذب الشركات العالمية. وتعد التحسينات المستمرة في بيئة الأعمال وتوفير تسهيلات جديدة للمستثمرين المحليين والدوليين من العوامل التي تعزز من الاستدامة والنمو في السوق.
إن الزيادة الكبيرة في القيمة السوقية لبورصتي دبي وأبوظبي في عام 2024 تعكس قوة الأسواق المالية الإماراتية وقدرتها على جذب الاستثمارات الأجنبية والمحلية. مع استمرار الجهود الحكومية لتطوير القطاع المالي، يبقى أن نرى كيف ستسهم هذه الأسواق في تعزيز مكانة الإمارات كمركز مالي عالمي في المستقبل القريب.