لقي رضيع فلسطيني آخر حتفه في قطاع غزة نتيجة موجة البرد الشديد التي تضرب المنطقة، ليرتفع بذلك عدد الرضع الذين قضوا بسبب الظروف الجوية القاسية إلى ثمانية منذ بداية الشتاء. تأتي هذه الفاجعة في ظل استمرار الأوضاع المعيشية المتدهورة في القطاع، مما يزيد من معاناة الأسر المحاصرة التي تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة الأساسية.
برد قارس وأوضاع مأساوية
تعيش آلاف الأسر في قطاع غزة في منازل مدمرة أو غير مهيأة لمواجهة برد الشتاء القارس، حيث تتفاقم المعاناة بسبب انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة ونقص وسائل التدفئة. وأكدت مصادر طبية أن الرضع الذين فقدوا حياتهم تأثروا بشكل مباشر من البرد، في ظل ضعف مناعتهم وعدم توفر التدفئة أو الرعاية الصحية اللازمة.
وقال أحد الأطباء العاملين في مستشفى الشفاء بغزة: “نعاني نقصًا حادًا في الأدوية والمستلزمات الطبية، مما يجعل من الصعب إنقاذ الحالات التي تصلنا متأخرة بسبب ظروف النقل والمواصلات الصعبة”.
أزمة إنسانية متفاقمة
مع استمرار الحصار المفروض على القطاع منذ أكثر من 16 عامًا، يواجه سكان غزة ظروفًا معيشية صعبة، تشمل نقص الوقود والمواد الغذائية والمساعدات الإنسانية. وتشير تقارير أممية إلى أن حوالي 80% من سكان غزة يعتمدون على المساعدات الإنسانية، لكن تلك المساعدات غير كافية لتلبية الاحتياجات المتزايدة.
وقال أحد سكان غزة المتضررين: “لا نستطيع توفير الدفء لأطفالنا. نعتمد على البطانيات القديمة وبعض الحطب، ولكن ذلك لا يكفي لحمايتهم من البرد القارس”.
دعوات لتقديم المساعدة
في ضوء هذه المأساة، أطلقت منظمات حقوقية وإنسانية نداءً عاجلًا للمجتمع الدولي للتدخل وتقديم الدعم العاجل لسكان غزة. وشددت هذه المنظمات على ضرورة توفير الوقود ووسائل التدفئة، خاصة للأطفال وكبار السن الذين يعتبرون الأكثر عرضة لتأثيرات البرد.
من جهته، دعا منسق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية إلى “تكثيف الجهود الدولية لتخفيف المعاناة الإنسانية في غزة وتوفير الاحتياجات الأساسية قبل أن تتفاقم الأزمة أكثر”.
مطالب شعبية
في الوقت الذي يعاني فيه سكان غزة من مأساة إنسانية حقيقية، تصاعدت الأصوات الشعبية مطالبة بتحرك دولي عاجل لإنهاء الحصار وإيجاد حلول جذرية تضمن حياة كريمة للسكان، بعيدًا عن ظروف الشتاء القاسية.