واشنطن – في خطوة علمية مثيرة، تشير التقارير الأخيرة إلى أن الإنسان قد يعود إلى سطح القمر قبل التوجه إلى المريخ، وهو ما يعكس تطورًا جديدًا في استراتيجية استكشاف الفضاء. هذه التوقعات تأتي في وقت تشهد فيه الأنشطة الفضائية العالمية زخماً غير مسبوق، مع مشاريع طموحة من وكالات الفضاء الكبرى مثل ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية.
أولى الخطوات نحو القمر
بحسب المعلومات المتوفرة من مصادر داخلية في وكالة ناسا، تسعى الولايات المتحدة إلى إرسال أول رحلة مأهولة إلى القمر ضمن برنامج “أرتيميس” بحلول عام 2025. هذا البرنامج، الذي يهدف إلى إعادة البشر إلى القمر بعد أكثر من 50 عامًا من آخر مهمة أبولو، سيعتمد على تقنيات متقدمة ومركبات فضائية حديثة. ومن المتوقع أن تشمل الرحلة استكشاف مناطق جديدة على سطح القمر، خصوصًا القطب الجنوبي الذي يُعتقد أنه يحتوي على كميات كبيرة من المياه الجليدية.
المريخ: حلم بعيد أم واقع قريب؟
في المقابل، تواصل الدراسات حول استكشاف المريخ تقدمها، لكن التحديات التي تواجه البعثات المأهولة إلى الكوكب الأحمر لا تزال كبيرة. من أبرز هذه التحديات: المسافة الهائلة بين الأرض والمريخ، التي قد تتطلب عدة أشهر للوصول، بالإضافة إلى الظروف البيئية القاسية التي تشمل الجاذبية المنخفضة، الإشعاع الفضائي، ونقص الموارد الأساسية مثل الأوكسجين والماء.
أسباب التركيز على القمر أولاً
يوضح الخبراء أن العودة إلى القمر ستكون بمثابة “تمهيد” للتوجه إلى المريخ. فالقيام بمهمة مأهولة إلى القمر سيسمح للعلماء بتطوير التقنيات اللازمة للعيش والعمل في بيئات فضائية قاسية، بالإضافة إلى اختبار أنظمة دعم الحياة وتخزين الموارد في الفضاء. القمر أيضًا يمثل نقطة انطلاق مثالية لتطوير قواعد فضائية قابلة للاستدامة، مما يسهل الوصول إلى المريخ في المستقبل.
مشاريع عالمية لاستكشاف القمر والمريخ
العديد من وكالات الفضاء في العالم، مثل وكالة الفضاء الروسية “روسكوسموس” ووكالة الفضاء الصينية “CNSA”، تعمل على تطوير برامج لاستكشاف القمر والمريخ. الصين، على سبيل المثال، تخطط لإرسال بعثات مأهولة إلى القمر بحلول نهاية العقد الحالي، بينما تواصل روسيا تعزيز شراكاتها الدولية للاستعداد لمهام مريخية طويلة الأمد.
التوقعات المستقبلية
يُتوقع أن يتم إطلاق أولى بعثات القمر المأهولة في العقد المقبل، تليها تدريجياً محطات فضائية حول القمر، التي ستكون بمثابة محطة انطلاق للبعثات المريخية. علاوة على ذلك، يسعى العلماء إلى تطوير تقنيات جديدة، مثل المركبات الفضائية القادرة على السفر بسرعات أعلى، مما قد يسهم في تقليل الوقت المستغرق للوصول إلى المريخ.
مع التركيز المتزايد على استكشاف القمر أولاً، يبدو أن حلم الوصول إلى المريخ قد يظل في مرحلة لاحقة من التطور. فبينما يسعى العلماء لإعداد الأرضية المناسبة لاستكشاف المريخ، تظل القمر المحطة الفضائية الأكثر قابلية للتحقيق في الوقت الراهن، مما يمهد الطريق لمغامرة بشرية جديدة في الفضاء.