باريس – سجلت عقود القمح الأوروبية مكاسب سنوية ملحوظة في نهاية عام 2024، حيث ارتفعت أسعارها بفعل المخاوف المتزايدة بشأن استقرار الإمدادات الروسية، أكبر مُصدر للقمح في العالم. هذا الارتفاع يعكس التوترات الجيوسياسية وتأثيرها على الأسواق الزراعية العالمية.
أسباب الارتفاع
تزامنت المكاسب السنوية لعقود القمح الأوروبية مع تحديات واجهتها صادرات القمح الروسي، بما في ذلك العقوبات الدولية واضطرابات الشحن بسبب الحرب الروسية الأوكرانية. كما أثارت ظروف الطقس القاسية في روسيا مخاوف بشأن الإنتاج، مما زاد من تقلبات الأسعار.
تأثير على الأسواق العالمية
أدى ارتفاع أسعار القمح في أوروبا إلى زيادة تكلفة الغذاء في العديد من الدول، خاصة تلك التي تعتمد بشكل كبير على استيراد القمح. وأشار محللون إلى أن تقلبات الإمدادات الروسية دفعت المستوردين إلى البحث عن بدائل، مما عزز الطلب على القمح الأوروبي.
الدور الأوروبي
استفادت أوروبا من هذا التحول في الطلب، حيث شهدت دول مثل فرنسا وألمانيا، وهما من أكبر منتجي القمح في الاتحاد الأوروبي، زيادة في صادراتهما. ورغم ذلك، يواجه المزارعون الأوروبيون تحديات متزايدة بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج، مما يضع ضغطًا إضافيًا على هوامش الربح.
التوقعات المستقبلية
يتوقع المحللون استمرار تقلب أسعار القمح في 2025، خاصة إذا استمرت التوترات الجيوسياسية بين روسيا وأوكرانيا. كما قد تؤدي التغيرات المناخية إلى تفاقم الضغوط على إنتاج القمح في مناطق مختلفة حول العالم.
خلاصة
مع استمرار الغموض حول الإمدادات الروسية، تبقى عقود القمح الأوروبية في موقع قوي لتعويض النقص في السوق العالمية. وبينما يستعد العالم لعام جديد، تظل تحديات الأمن الغذائي وأسعار المواد الأساسية محورية في تشكيل استراتيجيات الحكومات والأسواق.