في خطوة تعكس تحولاً تاريخياً في القيادة المالية لسوريا، أعلنت الإدارة الجديدة في البلاد عن تعيين ميساء صابرين كحاكمة للمصرف المركزي السوري. تصبح صابرين بذلك أول امرأة تتولى هذا المنصب الرفيع منذ تأسيس المصرف قبل أكثر من 70 عامًا، في تحرك يعكس التزام الحكومة الجديدة بتعزيز دور المرأة في القطاعات البارزة والتوجه نحو إصلاحات اقتصادية شاملة.
ميساء صابرين تمتلك خبرة مهنية واسعة في المجال المالي والمصرفي، تزيد عن 15 عامًا. إليك تفاصيل بعض محطات خبرتها:
- نائب أول لحاكم مصرف سورية المركزي: شغلت هذا المنصب منذ نوفمبر 2020، حيث كانت تعمل على تنسيق السياسات النقدية وتوجيه الاستراتيجيات المالية للمصرف.
- عضوة في مجلس إدارة سوق دمشق للأوراق المالية: شغلت هذا المنصب كممثلة عن المصرف المركزي، مما أتاح لها مشاركة فعالة في تطوير وتوجيه سياسات السوق المالية في سوريا. بدأت هذا الدور منذ عام 2018.
- المديرة المشرفة ورئيسة قسم الرقابة المكتبية: قبل تعيينها كحاكمة، كانت صابرين تشغل مناصب قيادية داخل المصرف المركزي، حيث كانت المديرة المشرفة وترأست قسم الرقابة المكتبية، مما أتاح لها بناء خبرة واسعة في إدارة الأعمال المصرفية والرقابة الداخلية.
- شهادات أكاديمية: حصلت على إجازة وماجستير في المحاسبة من جامعة دمشق، بالإضافة إلى شهادة محاسب قانوني، مما أهلها لتولي مناصب قيادية بارزة في القطاع المالي.
- مناصب قيادية أخرى: قبل تعيينها حاكماً للمصرف المركزي، شغلت منصب مدير مديرية مفوضية الحكومة لدى المصارف، مما أعطاها نظرة شاملة على تنظيم العمليات المصرفية في البلاد.
ميساء صابرين تعتبر من القيادات المالية المميزة في سوريا، وخبرتها المتعددة الجوانب تؤهلها لتولي منصب حاكم المصرف المركزي في وقت يحتاج فيه الاقتصاد السوري إلى إدارة قوية ومبتكرة لتحقيق الاستقرار والنمو.
أهمية التعيين:
يأتي تعيين صابرين في وقت تواجه فيه الاقتصاد السوري تحديات متعددة، منها التضخم العالي، انخفاض قيمة الليرة السورية، وانهيار البنية التحتية الاقتصادية نتيجة للحرب. تعتبر هذه الخطوة جزءًا من مجموعة إصلاحات تهدف إلى تعزيز الثقة في الاقتصاد السوري، جذب الاستثمارات الأجنبية، وتحقيق استقرار نقدي.
التحديات المالية والاقتصادية:
تواجه صابرين مهام شاقة تشمل إدارة النقد والسياسات المالية في ظل عقوبات اقتصادية دولية، إعادة بناء البنية التحتية المالية، وتعزيز التعاون مع البنوك الدولية والمنظمات الاقتصادية. من بين التحديات الأخرى، تحديد سياسة نقدية تتناسب مع الوضع الاقتصادي ومكافحة التهرب الضريبي والغسيل الأموال.
التأثير على الساحة الاقتصادية:
من المتوقع أن يكون تعيين صابرين له تأثير إيجابي على الساحة الاقتصادية في سوريا عن طريق تعزيز الثقة في النظام المالي السوري. هذا التعيين يرسل رسالة إلى العالم عن التزام سوريا بالتجديد والإصلاح، ويمكن أن يساهم في تحسين صورة البلاد على المستوى الدولي. إضافة إلى ذلك، فإن وجود امرأة في هذا المنصب الرفيع يعزز من الجهود الرامية إلى تعزيز دور المرأة في القيادة الاقتصادية.
المستقبل:
تواجه ميساء صابرين تحديات كبيرة، لكنها تمتلك الكفاءة والخبرة للمساهمة في تحقيق تغيير إيجابي. من المتوقع أن تعمل على تطبيق استراتيجيات لتعزيز النمو الاقتصادي، وتحسين البيئة التنظيمية للمؤسسات المالية، ومساعدة الاقتصاد السوري على التعافي من آثار الحرب والعقوبات.
في نهاية المطاف، يمثل تعيين ميساء صابرين حاكماً للمصرف المركزي السوري لحظة مهمة في تاريخ البلاد، ويعكس رؤية جديدة للتقدم الاقتصادي والاجتماعي في سوريا.