في تطور يعكس تواصل العلاقات الطويلة الأمد بين موسكو ودمشق، أعلنت روسيا عن اهتمام السلطات السورية الجديدة بتواجدها في البلاد، بينما دعت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، خلال زيارتها الأولى لدمشق منذ تغيير النظام، إلى “حين وقت المغادرة” للقوات الروسية من سوريا.
تاريخ العلاقات الروسية السورية:
تعود العلاقات بين روسيا وسوريا إلى عهد الاتحاد السوفيتي، حيث بدأت بالتعاون السياسي والعسكري والاقتصادي في أواخر الأربعينيات. كان الاتحاد السوفيتي من أوائل الدول التي اعترفت باستقلال سوريا، وأصبحت روسيا خلال العقود التالية حليفاً استراتيجياً مهمًا، مزودة سوريا بالأسلحة وداعمة لها في مواجهة الصراعات الإقليمية.
في عهد حافظ الأسد، تعززت هذه العلاقة حيث تلقت سوريا دعمًا عسكريًا كبيرًا، بما في ذلك إنشاء قاعدة بحرية في طرطوس. بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، عانت العلاقات من تراجع، لكنها استعادت حيويتها تحت حكم فلاديمير بوتين، خاصة مع بدء الأزمة السورية في 2011.
الدعم العسكري والتحالف الحالي:
في سبتمبر 2015، دخلت روسيا مباشرة في النزاع السوري بشن ضربات جوية دعماً لنظام بشار الأسد، مما أدى إلى تحويل مسار الحرب. حتى اليوم، تستمر روسيا في دعم سوريا سياسياً وعسكرياً، مع التأكيد من قبل المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة، فياسيلي نيبينزيا، أن “علاقتنا مع سوريا لا تعتمد على أي نظام سياسي معين”، مشيرًا إلى أن السلطات الجديدة في سوريا أبدت “كفاءة تامة” في الحفاظ على الاستقرار.
المواقف الأوروبية:
من جانبها، جاءت زيارة وزيرة الخارجية الألمانية لتؤكد على الرغبة الأوروبية في دعم الانتقال السياسي في سوريا، مع تطالب بمغادرة القوات الروسية. أكدت بيربوك أن “الوقت قد حان لمغادرة القوات والقواعد الروسية من سوريا”، مشددة على ضرورة إعادة السيادة الكاملة لسوريا في يد السلطات الجديدة.
الاستنتاج:
بذلك، تبقى العلاقات بين روسيا وسوريا مثالاً للتحالف الاستراتيجي الذي تجاوز النظامات السياسية، في حين يواجه هذا التواجد رفضًا من قبل بعض القوى الأوروبية التي تسعى لإعادة تشكيل سوريا بعد سنوات من الصراع. يبقى المستقبل مجهولاً حول ما إذا كانت روسيا ستستجيب للضغوط الأوروبية أو ستستمر في دعمها لسوريا بمواصلة تواجدها العسكري وتعزيز العلاقات الثنائية.