كشف فريق من الباحثين في دراسة علمية حديثة أن العيش بالقرب من المطارات قد يشكل تهديداً للصحة، ويؤثر بشكل سلبي على عضلة القلب. الدراسة التي أُجريت على مجموعة واسعة من الأفراد، أظهرت ارتباطاً قوياً بين التلوث الناتج عن الطائرات وارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب.
التلوث الصوتي والهوائي: أسباب رئيسية
يشير العلماء إلى أن التلوث الذي ينبعث من الطائرات، سواء كان التلوث الصوتي أو التلوث الهوائي الناجم عن الغازات السامة، قد يسهم بشكل ملحوظ في زيادة ضغط الدم ومعدل ضربات القلب. ووجدت الدراسة أن الأشخاص الذين يعيشون في مناطق قريبة من المطارات يعانون من مشاكل صحية تتعلق بتدهور عضلة القلب بشكل أسرع مقارنة بمن يقطنون في أماكن بعيدة عن هذه المصادر.
التأثيرات الملموسة على القلب
أكد الباحثون أن التلوث الصوتي، الناتج عن حركة الطائرات وصوت الإقلاع والهبوط المستمر، يمكن أن يتسبب في زيادة مستويات القلق والتوتر بين الأفراد الذين يعيشون في هذه المناطق. هذا الاضطراب في النظام العصبي قد يؤدي إلى تغييرات في معدل ضربات القلب، وزيادة الضغط على الأوعية الدموية، مما يعزز من فرص الإصابة بأمراض القلب.
إضافة إلى ذلك، فإن التلوث الهوائي الناتج عن انبعاثات الطائرات، مثل أكسيد النيتروجين وجسيمات المواد الدقيقة، يساهم في تدهور الصحة العامة، حيث تزيد هذه المواد من فرص انسداد الشرايين والتسبب في أمراض القلب والأوعية الدموية.
نتائج الدراسة وأهميتها
استندت الدراسة إلى متابعة صحية على مدار سنوات لعدد كبير من الأشخاص في مناطق مختلفة من العالم، حيث تم مقارنة حالاتهم الصحية مع أولئك الذين يقطنون في مناطق بعيدة عن المطارات. ومن خلال هذه المقارنة، تبين أن أولئك الذين يعيشون بالقرب من المطارات كانوا أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب بنسبة ملحوظة.
وأظهرت النتائج أن من يعيشون على مسافة 1-2 كيلومتر من المطارات كانوا أكثر عرضة للإصابة بنوبات قلبية وسكتات دماغية مقارنة بالأفراد الذين يعيشون في مناطق أبعد.
ما هي الحلول الممكنة؟
يقترح الخبراء عدداً من الحلول للتقليل من المخاطر الصحية الناتجة عن العيش بالقرب من المطارات. من أبرز هذه الحلول تحسين جودة الهواء عن طريق تقنيات الحد من انبعاثات الطائرات، بالإضافة إلى بناء جدران عازلة صوتية حول المطارات لتقليل تأثير الضوضاء.
التحذيرات المستقبلية
تؤكد هذه الدراسة على ضرورة أن يتم إدخال تغييرات بيئية وصحية شاملة في الأماكن القريبة من المطارات. ويشير الخبراء إلى أن حكومات الدول يجب أن تضع استراتيجيات صحية وطبية فعالة لمواجهة هذه المخاطر، والعمل على تقليل مستويات التلوث البيئي في المناطق التي تشهد حركة كثيفة للطائرات.