تل أبيب – في سياق غير مألوف للصراع الإقليمي، تجد إسرائيل نفسها أمام خصم بعيد جغرافياً، لكنه يشكل تهديداً فعلياً على أمنها القومي. إذ استهدفت صواريخ بعيدة المدى أطلقها الحوثيون من اليمن مناطق إسرائيلية، ما يمثل تحدياً غير مسبوق لأنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية.
تصعيد غير تقليدي
تتهم إسرائيل جماعة الحوثيين بإطلاق صواريخ متطورة بعيدة المدى بدعم إيراني مباشر. ووفقاً لمصادر عسكرية إسرائيلية، فإن هذه الصواريخ تمثل نقلة نوعية في أسلوب الحوثيين الهجومي، حيث تجاوزت قدرتها مسافات غير متوقعة وهددت عمق الأراضي الإسرائيلية.
وصرح مصدر عسكري إسرائيلي:
“نحن أمام تهديد جديد ومعقد؛ التعامل مع صواريخ تطلق من منطقة بعيدة مثل اليمن يتطلب تحديثاً مستمراً لمنظوماتنا الدفاعية.”
إجراءات إسرائيلية مشددة
تسعى إسرائيل لمواجهة هذا التهديد عبر تعزيز منظوماتها الدفاعية مثل “القبة الحديدية” و”مقلاع داود”، مع تكثيف عمليات الرصد الاستخباراتي لمواقع الإطلاق المحتملة داخل اليمن. ومع ذلك، أقر مسؤولون إسرائيليون بصعوبة مواجهة الهجمات الصادرة من مناطق بعيدة وغير مألوفة.
كما بدأت تل أبيب بالتعاون مع شركائها الدوليين لضمان الحصول على دعم تقني واستخباراتي إضافي، وسط دعوات داخلية لضرورة اتخاذ موقف صارم تجاه إيران، التي يُعتقد أنها الداعم الرئيسي لهذه العمليات.
القلق الداخلي
على الصعيد المحلي، أثارت الهجمات الصاروخية حالة من التوتر بين الإسرائيليين، الذين اعتادوا على هدوء نسبي في الفترة الأخيرة. وبدأت النقاشات السياسية تأخذ طابعاً أكثر حدة حول كيفية الرد على هذه التهديدات، مع تحذيرات من تصعيد إقليمي أوسع إذا لم يتم احتواء الموقف بسرعة.
تواجه إسرائيل اليوم تحدياً جديداً وغير تقليدي يُبرز مدى تعقيد الصراع في الشرق الأوسط. وبينما تحاول تل أبيب حماية أراضيها، يبقى السؤال مفتوحاً: هل ستنجح في احتواء هذا التهديد الجديد أم أن صواريخ الحوثيين ستكون شرارة تصعيد إقليمي أكبر؟