بيروت – وجه “حزب الله” اللبناني تحذيرًا شديد اللهجة لإسرائيل، معتبرًا أن استمرار وجودها العسكري في لبنان بعد انتهاء مهلة الشهرين سيُعد بمثابة “قوة احتلال”. جاء هذا التصريح في أعقاب توترات متصاعدة على الحدود الجنوبية للبنان، وسط تصاعد التكهنات حول مستقبل الوضع الأمني في المنطقة.
عدم انسحاب الجيش الإسرائيلي من البلاد بعد مرور 60 يوماً على إبرام اتفاق وقف إطلاق النار بين الجانبين، يعني أن هذه القوات الموجودة هي “قوات احتلال، وسنتعامل معها على هذا الأساس”
محمود قماطي
تحذير صارم ومهلة واضحة
في بيان أصدره مساء أمس، أكد “حزب الله” أن أي وجود عسكري إسرائيلي على الأراضي اللبنانية بعد انتهاء المهلة المحددة سيكون مرفوضًا تمامًا وسيواجه بكل الوسائل المتاحة. وقال البيان: “المقاومة لن تقف مكتوفة الأيدي أمام أي محاولة لفرض الاحتلال أو انتهاك السيادة اللبنانية”.
التوترات على الحدود
تشهد المناطق الحدودية بين لبنان وإسرائيل تصعيدًا متزايدًا في الأسابيع الأخيرة، مع تقارير عن حشود عسكرية وتحركات ميدانية من الجانبين. يأتي تحذير “حزب الله” في ظل انتشار مخاوف من اندلاع مواجهات واسعة النطاق إذا لم يتم التوصل إلى تفاهمات تهدئة.
إسرائيل ترد بحذر
من جهتها، لم تصدر إسرائيل ردًا رسميًا على بيان “حزب الله”، لكن مسؤولًا عسكريًا إسرائيليًا أشار في تصريحات إعلامية إلى أن القوات الإسرائيلية ملتزمة بحماية أمنها، مؤكدًا أن وجودها الحالي “يهدف إلى ضمان الاستقرار ومنع أي تهديدات محتملة”.
سيناريوهات المرحلة المقبلة
يأتي هذا التصعيد في وقت حساس بالنسبة للمنطقة، حيث تتداخل القضايا الأمنية والسياسية. الخبراء يرون أن هناك ثلاثة سيناريوهات محتملة:
- انسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية: لتجنب مواجهة عسكرية شاملة.
- تفاقم التوترات: مما قد يؤدي إلى تصعيد ميداني واسع النطاق.
- وساطة دولية: لتجنب الصدام، خصوصًا مع وجود أطراف دولية ترغب في التهدئة.
موقف الحكومة اللبنانية
الحكومة اللبنانية، من جانبها، أكدت رفضها لأي انتهاك للسيادة الوطنية. ودعت عبر وزارة الخارجية المجتمع الدولي إلى التدخل لمنع أي تصعيد يمكن أن يهدد أمن المنطقة.
بين التحذيرات المتبادلة والتوترات المتزايدة، تبدو المنطقة أمام اختبار صعب في الأسابيع المقبلة. يبقى السؤال: هل ستُحل هذه الأزمة عبر الوسائل الدبلوماسية، أم أن الخيار العسكري سيكون سيد الموقف؟