الخرطوم – مع إسدال الستار على عام وصفه كثيرون بأنه “الأكثر مأساوية”، يجد ثلث السودانيين أنفسهم بعيدين عن وطنهم، موزعين في المنافي حول العالم. تفاقمت معاناة هؤلاء بسبب الأزمات السياسية والاقتصادية والصراعات التي دفعتهم إلى الهجرة، تاركين وراءهم ذكريات وطن جريح وأملًا في عودة قريبة إلى الاستقرار.
عام من الأزمات المتلاحقة
شهد السودان خلال العام المنصرم تصاعدًا في حدة الأزمات، بدءًا من الاشتباكات المسلحة التي اجتاحت عدة مناطق، إلى التدهور الاقتصادي الذي أرهق المواطنين. ومع فقدان الأمن والاستقرار، اضطر الآلاف إلى مغادرة البلاد بحثًا عن ملاذ آمن، سواء في الدول المجاورة أو مناطق أبعد.
حياة صعبة في المنافي
يعاني اللاجئون السودانيون في المنافي من تحديات يومية، تتنوع بين شظف العيش، وصعوبة الوصول إلى فرص عمل مستدامة، وضعف الخدمات الصحية والتعليمية. ورغم الدعم الذي تقدمه بعض المنظمات الإنسانية، إلا أن الاحتياجات تظل أكبر من الموارد المتاحة.
وقال أحمد، أحد اللاجئين في دولة مجاورة: “اضطررت لمغادرة السودان بعد أن فقدت منزلي. الحياة هنا ليست سهلة، لكننا نحاول التأقلم بقدر الإمكان.”
أمل في العودة
على الرغم من المعاناة، يعبر السودانيون في المنافي عن أملهم في أن تشهد بلادهم انفراجًا قريبًا، يُمكنهم من العودة إلى ديارهم والمشاركة في بناء وطن يسوده السلام والاستقرار.
في هذا السياق، دعت منظمات حقوقية دولية الأطراف السودانية إلى تقديم تنازلات سياسية وإنهاء الصراعات المسلحة، لتحقيق السلام الشامل الذي يتيح للاجئين العودة بأمان.
التحديات المستقبلية
يرى مراقبون أن إعادة بناء السودان واستعادة استقراره تتطلب جهودًا ضخمة وإصلاحات جذرية، سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي. كما أن المجتمع الدولي مُطالب بلعب دور أكبر في تقديم الدعم الإنساني والضغط من أجل حل النزاعات.
بين الألم والأمل، يودع السودانيون عامًا قاسيًا شهد نزوح ثلث سكانهم إلى المنافي. ورغم المصاعب، يبقى حلم العودة والاستقرار حاضرًا في وجدان هؤلاء، بانتظار بزوغ فجر جديد يبدد ظلام الأزمات.