تزايدت حدة الانتقادات الموجهة للملياردير الأميركي إيلون ماسك في أوروبا بسبب تدخلاته المتكررة في القضايا السياسية، حيث يعتبره البعض شخصية مثيرة للجدل تجاوزت دورها كرائد أعمال تقني لتؤثر على العلاقات الدولية والسياسات العامة. وتأتي هذه الانتقادات على خلفية سلسلة من التصريحات والقرارات التي اتخذها ماسك في سياقات سياسية حساسة، منها مواقفه بشأن الحرب في أوكرانيا وتعاطيه مع قضايا حرية التعبير على منصته “إكس” (تويتر سابقًا).
قرارات أثارت الجدل
أبرز مواقف ماسك التي أثارت الغضب الأوروبي تمثلت في قراره تقييد استخدام منظومة “ستارلينك” الفضائية في أوكرانيا، ما أثر على العمليات العسكرية الأوكرانية في مواجهة القوات الروسية. هذا القرار أثار قلقًا واسعًا لدى دول الاتحاد الأوروبي التي تعتمد على الاستقرار التكنولوجي لدعم الحلفاء في المنطقة.
كما لقيت سياساته المتعلقة بمنصة “إكس” انتقادات بسبب التغييرات في قواعد المحتوى التي يُعتقد أنها سمحت بانتشار المعلومات المضللة والخطابات المتطرفة. العديد من المسؤولين الأوروبيين اعتبروا أن هذه السياسات تعارض الجهود الأوروبية لمكافحة المعلومات المضللة.
تدخلات في ملفات حساسة
ماسك لم يكتفِ بتصريحاته بل انخرط أيضًا في قضايا دولية كبرى مثل تايوان والعلاقات مع الصين، حيث أدلى بتصريحات أثارت استياء الدول الأوروبية الحريصة على موقف موحد تجاه تلك الأزمات.
وفي الوقت نفسه، يُتهم ماسك بالتأثير على سياسات الطاقة من خلال استثماراته في قطاع السيارات الكهربائية والبطاريات، مما يجعله فاعلًا اقتصاديًا قويًا له تأثير مباشر على القرارات البيئية في أوروبا.
دعوات للحد من تأثيره
مع تزايد الجدل، دعا بعض السياسيين الأوروبيين إلى وضع قيود على تأثير الأفراد والشركات الكبرى في السياسات الدولية. كما حث آخرون على تطوير تشريعات تحد من تدخلات ماسك وغيره من رواد الأعمال في الملفات السيادية.
وفي هذا السياق، صرّح مسؤول أوروبي بارز بأن “على أوروبا أن تتعامل بجدية مع تهديد تدخل الأفراد البارزين في القضايا السياسية، خاصة إذا كانت تؤثر على استقرارنا وأمننا”.
ماسك يدافع عن مواقفه
على الجانب الآخر، دافع ماسك عن مواقفه، مشيرًا إلى أنه يتخذ قراراته بناءً على مبادئ أخلاقية وتكنولوجية، وليس لأهداف سياسية. وصرّح مؤخرًا أن “التكنولوجيا يجب أن تبقى حرة من التأثيرات الحكومية المباشرة، وأن دوره هو الابتكار وليس السياسة”.