واشنطن – في خطوة لافتة، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب عن تعيين مورجان أورتاجوس في منصب نائبة للمبعوث الخاص للسلام في الشرق الأوسط. ويأتي هذا الإعلان بعد فترة قصيرة من توبيخ وسائل الإعلام لها بسبب تصريحات سابقة حول القضايا المتعلقة بالشرق الأوسط، مما أثار تساؤلات حول اختيارها لهذا المنصب المهم.
اختيار أورتاجوس بعد انتقادات حادة
أورتاجوس، التي كانت تشغل سابقًا منصب المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، تم تعيينها نائبة للمبعوث الخاص للسلام في الشرق الأوسط بعد انتقادات وجهتها بعض الأوساط السياسية والإعلامية لأدائها في التعامل مع ملفات الشرق الأوسط، لا سيما في ملف الحقوق الفلسطينية. ورغم التوبيخ، فإن ترمب يبدو متمسكًا في اختياره، مشيرًا إلى أن أورتاجوس تمتلك “القدرة على تعزيز الدور الأمريكي في المنطقة وتحقيق الاستقرار” في الشرق الأوسط.
الملف السياسي في الشرق الأوسط
يأتي هذا التعيين في وقت حساس للغاية، حيث تشهد المنطقة العديد من التحديات السياسية والاقتصادية، بما في ذلك الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والوضع في سوريا و العراق، بالإضافة إلى النزاع المستمر في اليمن. وكانت إدارة ترمب قد أعلنت في السنوات الأخيرة عن سياسات مثيرة للجدل في المنطقة، مثل الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها، وهو ما أثار ردود فعل متباينة من قبل الدول العربية والمجتمع الدولي.
وبينما كان من المتوقع أن يكون دور المبعوث الخاص للسلام في الشرق الأوسط محوريًا في معالجة هذه القضايا المعقدة، يرى البعض أن ترشيح أورتاجوس قد يزيد من تعقيد المشهد السياسي نظرًا للانتقادات التي وُجهت لها حول عدم إظهارها استعدادًا للتعامل مع القضايا الشائكة المتعلقة بالفلسطينيين وبقية شعوب المنطقة.
الموقف الأمريكي في المنطقة
من جهة أخرى، يعكس تعيين أورتاجوس استمرار سياسة الضغط الأمريكي على أطراف النزاع في الشرق الأوسط، وهو ما يراه البعض جزءًا من استراتيجية ترمب التي تسعى إلى تعزيز النفوذ الأمريكي في المنطقة من خلال التحالفات العسكرية والسياسية. ومع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة، قد يكون هذا التعيين جزءًا من جهود ترمب لتقديم نفسه كزعيم قادر على مواجهة تحديات الشرق الأوسط وتحقيق تقدم في ملف السلام.
مستقبل السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط
بعد التعيين، ينتظر الجميع كيف ستؤثر أورتاجوس في تعزيز العلاقات الأمريكية مع الدول الرئيسة في الشرق الأوسط مثل إسرائيل و المملكة العربية السعودية و الإمارات العربية المتحدة. ولا شك أن قدرتها على تحريك المياه الراكدة بين الأطراف المتنازعة ستحدد مدى نجاحها في هذا المنصب.
ويرى مراقبون أن وجود شخصية مثل أورتاجوس في منصب دبلوماسي بارز قد يساهم في إعادة تشكيل السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، وإن كان يتطلب منها أن تتجاوز الانتقادات التي تعرضت لها وتُظهر قدرة على التعامل مع التحديات المتزايدة في المنطقة.