واشنطن – الولايات المتحدة
في خطوة لافتة في السياسة الأميركية، فاز مايك جونسون بمنصب رئيس مجلس النواب الأميركي في 4 يناير 2025، في تصويت دراماتيكي بعد سلسلة من المناورات السياسية التي شهدها الكونغرس في الأسابيع الأخيرة. ورغم الانتصار الكبير الذي حققه جونسون، إلا أن فوزه لم يكن خاليًا من التحديات، حيث يواجه ضغوطًا متزايدة من الجناح اليميني داخل حزبه الجمهوري لتلبية مطالبهم المتعلقة بالسياسات الداخلية والخارجية.
الضغوط من اليمين المتطرف
بعد انتخابه رئيسًا لمجلس النواب، أصبح مايك جونسون في مواجهة مباشرة مع مطالب اليمينيين المتشددين في الحزب الجمهوري، الذين يسعون إلى تنفيذ أجندة مناهضة للهجرة، وتقليص الإنفاق الحكومي، وزيادة التشدد في القوانين المتعلقة بالأمن القومي. هؤلاء الأعضاء يرون في فوز جونسون فرصة لتحقيق تغييرات جذرية قد تساهم في تعزيز النفوذ اليميني في السياسات الأميركية.
وفي تصريحات لعدد من كبار المسؤولين في الحزب الجمهوري، أعربوا عن تطلعهم إلى أن يولي جونسون الأولوية لقضايا الحد من الهجرة غير الشرعية، وزيادة الإنفاق العسكري في الميزانية المقبلة، بالإضافة إلى رفض أي تسوية محتملة مع الديمقراطيين في القضايا الرئيسية.
التحديات التشريعية أمام جونسون
مع فوزه برئاسة مجلس النواب، يتعين على جونسون الموازنة بين الحفاظ على دعم جناحه اليميني وبين الحاجة إلى التفاوض مع الديمقراطيين من أجل تمرير التشريعات الرئيسية. وقد تكون هذه التحديات أكثر تعقيدًا بالنظر إلى استقطاب المشهد السياسي الأميركي في السنوات الأخيرة.
ويتوقع المراقبون أن جونسون سيواجه صعوبة في تمرير مشاريع قوانين قد تلاقي معارضة حادة من الكتل الديمقراطية، خاصة تلك التي تتعلق بالميزانية والإنفاق الاجتماعي. ومع ذلك، فإن رئيس مجلس النواب الجديد يملك القدرة على الاستفادة من دعم اليمين للمضي قدمًا في خطط سياسة تستند إلى رؤية الحزب الجمهوري.
الرهانات السياسية المرتفعة
الرهانات على فوز جونسون بهذا المنصب عالية جدًا، فإلى جانب استعادة الهيبة داخل الحزب الجمهوري، يجب على رئيس مجلس النواب أيضًا أن يعالج بعض التحديات الكبرى التي تواجه الولايات المتحدة، من بينها الميزانية الفيدرالية وقضايا الأمن القومي، بالإضافة إلى مستقبل السياسة الخارجية الأميركية خاصة في ما يتعلق بالشرق الأوسط وأوكرانيا.
وفي هذا السياق، يرى بعض المحللين أن جونسون سيحتاج إلى التعامل بحذر مع الجناح المعتدل في الحزب لتجنب أزمة دستورية قد تؤثر على استقرار الحكومة. من ناحية أخرى، يبقى أن نرى ما إذا كان سيتمكن من تحقيق توافق سياسي مع الديمقراطيين لضمان نجاح المجلس في إقرار التشريعات الأساسية التي تحتاج إليها البلاد في المرحلة المقبلة.
الآفاق المستقبلية تحت قيادة جونسون
مع دخول الولايات المتحدة في عام 2025، ستحدد قدرة جونسون على تحقيق توازن بين مطالب الجناح اليميني وضرورة التعاون مع الديمقراطيين ملامح فترة ولايته. وبالرغم من التحديات التي يواجهها، فإن رئيس مجلس النواب يتمتع بتأييد واسع من القاعدة الجمهورية، وهو ما قد يمنحه القوة للتمسك بمواقفه.
ومع تصاعد التوترات داخل الكونغرس الأميركي، يبقى أن نرى ما إذا كان جونسون سيظل قادرًا على الوفاء بتعهداته التشريعية والـسياسية، أم أن الخلافات الداخلية ستعرقل جهوده لتحقيق النجاح.