في خطوة تعكس التزام الولايات المتحدة بالحفاظ على تفوقها العسكري، أعلنت القوات الجوية الأمريكية عن مجموعة تحديثات رئيسية على القاذفة النووية الاستراتيجية B-52 Stratofortress، التي كانت رمزًا للقوة الجوية منذ دخولها الخدمة خلال الحرب الباردة. التحديثات تهدف إلى تحسين قدرات الطائرة بما يتيح لها مواصلة الخدمة حتى عام 2050، أي بعد ما يزيد على قرن من أولى طلعاتها الجوية.
تحديثات تقنية شاملة
تشمل التحديثات محركات جديدة أكثر كفاءة، أنظمة إلكترونية متطورة، وقدرات تسليح متقدمة. المحركات الجديدة، التي يتم تطويرها بالتعاون مع شركات دفاعية كبرى، ستخفض استهلاك الوقود وتزيد من مدى الطائرة، مما يجعلها أكثر فعالية في العمليات طويلة الأمد.
بالإضافة إلى ذلك، سيتم تجهيز الطائرة بأنظمة اتصالات حديثة تمكنها من العمل بشكل متكامل مع الطائرات والأنظمة الأرضية الأخرى في ساحة المعركة، مع تحسين دقتها في استخدام الأسلحة النووية والتقليدية.
رمز للردع العسكري
تعد B-52 واحدة من أبرز أدوات الردع النووي في الترسانة الأمريكية، حيث تستطيع حمل كميات كبيرة من القنابل النووية والتقليدية. ورغم دخول طائرات أكثر تطورًا إلى الخدمة، مثل B-2 Spirit وB-21 Raider، فإن B-52 لا تزال تحظى بمكانة خاصة بفضل قدرتها على التحليق لمسافات طويلة وتحملها العالي للظروف الصعبة.
التحديات المستقبلية
يرى الخبراء أن التحديثات على B-52 تأتي ضمن استعدادات واشنطن لمواجهة التحديات المتزايدة من قوى كبرى مثل الصين وروسيا، حيث يركز البلدان على تطوير أنظمة دفاعية متطورة قادرة على التصدي للطائرات التقليدية.
وأشار الجنرال تشارلز براون، قائد القوات الجوية الأمريكية، إلى أن “الطائرة المجددة ستكون قادرة على العمل في بيئات تنافسية ومعقدة، ما يعزز قدراتنا الدفاعية على مدار العقود القادمة”.
تاريخ عريق ومستقبل واعد
دخلت B-52 الخدمة في عام 1955، واستخدمت في عمليات عسكرية متعددة بدءًا من الحرب الباردة وحتى النزاعات الأخيرة في الشرق الأوسط. وتعتبر الطائرة مثالًا بارزًا على التصميم العسكري الذي يتسم بالمرونة وطول الأمد.
مع هذه التحديثات، تستعد B-52 لمواصلة كتابة فصل جديد في تاريخها العسكري، مؤكدة على أهمية التطوير المستمر للحفاظ على جاهزية الأسلحة الاستراتيجية.