بغداد – العراق
في خطوة تعكس تمسك العراق بموقفه الحيادي إزاء النزاع الإقليمي، صرح مسؤول حكومي بارز في العراق بأن الحكومة لن تسمح باستخدام أراضيها في شن أي عدوان ضد جيرانها. كما أكد المسؤول على أن بغداد لم تنحز لأي طرف في الحرب المستمرة في سوريا، مشددًا على أن العراق يولي أهمية كبيرة لاستقرار المنطقة ويدعو إلى حلول سلمية للنزاعات الإقليمية.
التأكيد على سيادة العراق وأمن المنطقة
وقال المسؤول، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، في مؤتمر صحفي أمس، إن العراق يتبنى سياسة احترام سيادة الدول الأخرى. وأضاف أن “العراق يرفض أي استخدام لأراضيه في العدوان على الدول المجاورة، وأنه لن يكون منصة لأي تدخل في شؤون الآخرين”. هذه التصريحات جاءت في وقت حساس تشهد فيه المنطقة العربية تحديات أمنية وسياسية، حيث تحاول القوى الإقليمية الكبرى الحفاظ على مصالحها.
وأوضح أن العراق، الذي يمتلك حدودًا طويلة مع سوريا، يظل ملتزمًا بموقف الحياد في الصراع السوري. ورغم التقلبات السياسية في دمشق، أكد المسؤول أن بغداد لم تفتح أبوابها لأي جهة على حساب أخرى، وذكّر بأن الحكومة العراقية تحاول تسوية خلافات المنطقة عبر الدبلوماسية.
العراق ونظام الأسد
من الجدير بالذكر أن العراق حافظ على علاقات دبلوماسية مع الحكومة السورية منذ بداية الأزمة السورية في عام 2011. إلا أن بغداد حاولت دائمًا الحفاظ على توازن دقيق بين دعم استقرار الجوار السوري وبين تجنب التورط في النزاع المعقد، خاصة مع تدخلات القوى الكبرى في سوريا مثل الولايات المتحدة و إيران و روسيا.
وأكد المسؤول الحكومي العراقي أن السياسة الخارجية للبلاد تظل بعيدة عن الانحياز لأي طرف في سوريا، وهي تركز على تحقيق الاستقرار الإقليمي. كما أضاف أن العراق يولي أهمية خاصة للحدود مع سوريا، مشددًا على ضرورة مراقبة الحدود لضمان عدم استغلالها من قبل الجماعات المسلحة التي تهدد أمن المنطقة.
عراقيل السياسة الخارجية العراقية
في السنوات الأخيرة، تزايدت الضغوط على العراق بسبب موقعه الاستراتيجي في قلب الشرق الأوسط، مما يجعله في كثير من الأحيان بين مطرقة التنافس الإقليمي وسندان التدخلات الخارجية. وقد اشتكى العديد من المسؤولين العراقيين من الضغوط التي تُمارس على بغداد من قبل القوى الإقليمية، سواء من الولايات المتحدة أو إيران، بما في ذلك محاولات التأثير في القرارات السياسية والتوجهات الأمنية.
وعلى الرغم من التحديات العديدة، فإن العراق متمسك بموقفه المحايد ويحرص على عدم السماح بأي تصعيد إقليمي قد يتسبب في زعزعة استقرار المنطقة.
الدور العراقي في محاربة الإرهاب
في إطار تعليقه على الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب في المنطقة، شدد المسؤول العراقي على أن العراق لن يسمح باستخدام أراضيه كملاذ للجماعات الإرهابية. كما أكد على التعاون المستمر مع التحالف الدولي ضد تنظيم داعش وغيره من التنظيمات المتطرفة.
دعوات إلى الدبلوماسية والتهدئة
في الختام، دعا المسؤول العراقي إلى تكثيف الجهود الدبلوماسية في المنطقة والعمل على إيجاد حلول سلمية للنزاعات القائمة. وقال إن الحوار بين الدول والتهدئة السياسية هما السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن العراق سيكون دائمًا داعمًا لأي جهود تهدف إلى التوصل إلى حلول شاملة للنزاعات.