حذرت وزارة الخارجية الأميركية فريق الرئيس المنتخب دونالد ترمب من التداعيات الخطيرة المحتملة لحظر وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وذلك بعد تقارير تفيد بأن الإدارة الجديدة قد تدرس تقليص دعمها أو إنهاء التعاون معها بالكامل.
أزمة إنسانية في الأفق
وفقاً لمسؤولين أميركيين، فإن أي قرار بوقف دعم الأونروا سيؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، الذي يعاني أصلاً من حصار اقتصادي خانق ونقص حاد في الإمدادات الأساسية. وتشير التقديرات إلى أن نحو مليوني شخص يعتمدون على خدمات الأونروا للحصول على الغذاء والرعاية الصحية والتعليم.
وقال مصدر في الخارجية الأميركية: “توقف الأونروا عن تقديم خدماتها يعني أن مئات الآلاف سيواجهون الجوع، بينما قد تنهار المنظومة الصحية والتعليمية تماماً”.
ترمب وتصعيد الملف الفلسطيني
فريق الرئيس المنتخب، المعروف بمواقفه المؤيدة لإسرائيل، لم يُصدر حتى الآن بياناً رسمياً بشأن خطط التعامل مع الأونروا، إلا أن محللين يرون أن هذا التوجه يأتي في إطار استراتيجيته لتقليص المساعدات الدولية وإعادة ترتيب أولويات السياسة الخارجية الأميركية.
ورغم ذلك، حذر العديد من المسؤولين والخبراء من أن مثل هذا القرار قد يؤدي إلى زيادة التوترات في المنطقة، وربما يفتح الباب أمام موجة جديدة من التصعيد بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية.
تداعيات إقليمية ودولية
قد لا تقتصر تداعيات حظر الأونروا على قطاع غزة فقط، إذ توفر الوكالة خدماتها لنحو 5.6 مليون لاجئ فلسطيني في الشرق الأوسط، بما في ذلك الأردن ولبنان وسوريا.
وقالت الأمم المتحدة في بيان حديث: “إن إنهاء دعم الأونروا سيخلق فجوة كبيرة في المساعدات الإنسانية، وسيحتاج المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لسد هذه الفجوة”.
ضغوط داخلية وخارجية
من جهته، دعا الحزب الديمقراطي إدارة ترمب المقبلة إلى إعادة النظر في هذا الملف، محذراً من أن اتخاذ قرارات “متسرعة وغير مدروسة” قد يؤدي إلى تعقيد الوضع الإنساني والسياسي في المنطقة.
وفي الوقت ذاته، تضغط دول أوروبية وعربية على واشنطن للتراجع عن أي خطوات قد تستهدف الأونروا، مشيرة إلى أن هذه الوكالة تلعب دوراً حيوياً في الحفاظ على الاستقرار في المنطقة.
المستقبل الغامض
مع اقتراب موعد تنصيب ترمب، يترقب العالم الخطوات المقبلة لإدارته فيما يتعلق بالملف الفلسطيني. هل ستلتزم بسياسات سابقة تدعم حل الدولتين ودعم اللاجئين، أم ستختار نهجاً مختلفاً يزيد من تعقيد المشهد؟