برلين – أثار رجل الأعمال الأميركي إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، جدلاً واسعًا في ألمانيا بعد تصريحاته الأخيرة التي انتقد فيها صناعة السيارات الكهربائية الألمانية، واصفًا إياها بأنها “غير مواكبة للتطورات العالمية”. جاءت هذه التصريحات في سياق منافسة متصاعدة بين شركات صناعة السيارات الألمانية وتسلا، التي تسعى إلى تعزيز مكانتها في السوق الأوروبية.
التصريحات التي أشعلت النقاش
خلال مقابلة إعلامية على هامش مؤتمر تقني دولي، قال ماسك إن “ألمانيا، رغم إرثها العريق في صناعة السيارات، تتأخر في التحول نحو السيارات الكهربائية بالسرعة المطلوبة”. وأضاف أن “التباطؤ في تبني التقنيات الجديدة قد يجعل الشركات الألمانية تواجه صعوبات في المنافسة مع الشركات الأميركية والصينية”.
كما أشار ماسك إلى أن تسلا تسعى دائمًا لتطوير تقنيات رائدة، في حين أن الصناعة الألمانية تعتمد على “الأساليب التقليدية” التي قد لا تكون مستدامة في المستقبل القريب.
ردود فعل ألمانية
تصريحات ماسك لاقت ردود فعل قوية من الشركات الألمانية الكبرى مثل فولكسفاغن، بي إم دبليو، ومرسيدس-بنز، حيث اعتبر بعض المسؤولين أن ماسك يتجاهل الجهود الكبيرة التي تبذلها ألمانيا لتطوير السيارات الكهربائية. وأكدت هذه الشركات أنها استثمرت مليارات الدولارات في الأبحاث والتطوير، بما في ذلك تقنيات البطاريات والتصنيع المستدام.
أحد مسؤولي شركة فولكسفاغن صرح قائلاً: “لا شك أن تصريحات ماسك استفزازية. لكن الحقائق على الأرض تُظهر أن ألمانيا تعد من الدول الرائدة في التكنولوجيا النظيفة وتحول الطاقة”.
الأبعاد الاقتصادية للتصريحات
تأتي تصريحات ماسك في وقت تعزز فيه تسلا وجودها في السوق الأوروبية، بما في ذلك تشغيل مصنعها العملاق في ألمانيا المعروف بـ”جيجا برلين”. هذا المصنع يُعد واحدًا من أبرز استثمارات تسلا في أوروبا، ويهدف إلى إنتاج آلاف السيارات الكهربائية سنويًا لتلبية الطلب المتزايد.
من جهة أخرى، يرى مراقبون أن تصريحات ماسك قد تكون جزءًا من استراتيجية تهدف إلى زيادة الضغط على المنافسين الألمان وتعزيز موقع تسلا في السوق الأوروبية. كما أشار خبراء إلى أن الانتقادات قد تدفع الصناعة الألمانية إلى تسريع الابتكار لتجنب فقدان الحصة السوقية لصالح الشركات الأميركية والصينية.
دعم وتحليل محايد
بعض الخبراء أيدوا تصريحات ماسك، مشيرين إلى أن ألمانيا بحاجة إلى تسريع وتيرة التحول نحو السيارات الكهربائية، خاصة في ظل التنافس الشديد من شركات مثل BYD الصينية وجنرال موتورز الأميركية. ولفت آخرون إلى أن النهج الألماني يتميز بالتركيز على الجودة والاستدامة، وهو ما قد يضعها في موقع قوي على المدى الطويل.
بينما تسعى ألمانيا لتعزيز مكانتها كقوة رائدة في صناعة السيارات الكهربائية، تأتي تصريحات إيلون ماسك لتفتح الباب أمام تساؤلات حول قدرتها على المنافسة في سوق سريع التغير. فهل ستدفع هذه التصريحات ألمانيا إلى تسريع خطواتها في التحول نحو المستقبل الكهربائي، أم أنها مجرد محاولة لتعزيز هيمنة تسلا؟