طهران – تتزايد أزمة الطاقة في إيران يومًا بعد يوم، حيث تعاني البلاد من انقطاعات متكررة في الكهرباء تُلقي بظلالها على حياة ملايين الإيرانيين. الوضع الحالي يُفاقم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية القائمة، ما أدى إلى موجة من الغضب الشعبي في أنحاء مختلفة من البلاد.
جذور الأزمة: نقص الغاز والطاقة
إيران، التي تمتلك أحد أكبر احتياطيات الغاز الطبيعي في العالم، تواجه مفارقة صادمة في إدارة مواردها الطاقوية. الخبراء يشيرون إلى سوء الإدارة والاستثمار المحدود في قطاع الطاقة، مما أدى إلى نقص الإنتاج وتدهور البنية التحتية.
وأدت العقوبات الغربية المفروضة على إيران إلى تعقيد الأزمة، حيث حالت دون استيراد المعدات الحديثة والتكنولوجيا اللازمة لتحسين قطاع الطاقة.
انقطاعات الكهرباء: معاناة يومية
تشهد المدن الإيرانية الكبرى مثل طهران، أصفهان، ومشهد انقطاعات طويلة في التيار الكهربائي تستمر لعدة ساعات يوميًا. هذه الانقطاعات لم تؤثر فقط على الأسر الإيرانية، بل أصابت أيضًا المصانع والشركات، مما أدى إلى توقف الإنتاج وزيادة البطالة.
علي، صاحب ورشة في طهران، يقول:
“نعاني يوميًا من انقطاع الكهرباء، وهذا يدمر عملنا. لا يمكننا تشغيل المعدات، ونخسر الزبائن. الوضع لا يطاق.”
فوضى اقتصادية وموجة احتجاجات
الأزمة الطاقوية عمّقت المشكلات الاقتصادية، حيث شهدت البلاد ارتفاعًا حادًا في أسعار السلع والخدمات. الريال الإيراني، الذي يعاني أصلًا من ضعف شديد، شهد مزيدًا من التراجع أمام العملات الأجنبية، مما زاد من معاناة المواطنين.
في غضون ذلك، خرجت مظاهرات غاضبة في عدة مدن إيرانية احتجاجًا على سوء الأوضاع المعيشية. المتظاهرون يطالبون الحكومة بتحمل مسؤولياتها وإيجاد حلول عاجلة لأزمة الطاقة، وسط اتهامات بالفساد وسوء الإدارة.
الحكومة تسعى للحلول ولكن…
الحكومة الإيرانية أعلنت عن خطط لزيادة إنتاج الغاز والطاقة الكهربائية من خلال تطوير حقول الغاز الطبيعي وإنشاء محطات جديدة للطاقة. إلا أن هذه الخطط تواجه تحديات كبيرة، أهمها التمويل المحدود والعقوبات الدولية.
وزير الطاقة الإيراني صرح مؤخرًا أن البلاد تعمل على تحسين كفاءة استخدام الطاقة وتشجيع الاستثمار في الطاقة المتجددة. لكن المحللين يرون أن هذه الحلول تأتي متأخرة جدًا بالنظر إلى حجم الأزمة.
نظرة إلى المستقبل
مع استمرار أزمة الطاقة وانعكاساتها الاقتصادية والاجتماعية، تواجه إيران تحديات غير مسبوقة. الخروج من هذا النفق المظلم يتطلب إصلاحات جذرية في قطاع الطاقة والاقتصاد ككل، إضافة إلى ضرورة تخفيف العقوبات الدولية لتسهيل استيراد التكنولوجيا والمعدات الضرورية.
في الوقت الحالي، تظل حياة الإيرانيين اليومية رهينة انقطاع الكهرباء وأعباء الحياة الاقتصادية المتزايدة، وسط مخاوف من تصاعد الاحتجاجات واتساع دائرة الغضب الشعبي.