عنوان ثانوي:
إدارة بايدن تواصل تعزيز دعمها العسكري لإسرائيل من خلال صفقة أسلحة ضخمة بمليارات الدولارات، رغم ردود الفعل المتباينة في الكونجرس.
واشنطن – 4 يناير 2025
في خطوة قد تشعل الجدل داخل الأوساط السياسية الأميركية، كشفت مصادر مطلعة أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بصدد إعداد صفقة ضخمة تشمل بيع أسلحة لإسرائيل بقيمة 8 مليارات دولار. الصفقة، التي تشمل معدات عسكرية متطورة مثل طائرات حربية وصواريخ دقيقة، تأتي في وقت حساس حيث تواجه الإدارة الأميركية تحديات داخلية تتعلق بالموازنة العسكرية والعلاقات الأميركية مع حلفائها في المنطقة.
تفاصيل الصفقة العسكرية
الصفقة المقترحة تشمل أسلحة متقدمة، بما في ذلك طائرات مقاتلة من طراز إف-35، إضافة إلى صواريخ دقيقة وأنظمة دفاع جوي متطورة. ومن المتوقع أن تعزز هذه المعدات القدرات العسكرية الإسرائيلية في مواجهة التهديدات الأمنية في المنطقة، خصوصًا في ظل التوترات المستمرة مع إيران وحلفائها في الشرق الأوسط.
المثير للجدل في هذه الصفقة هو أن إدارة بايدن قد أخطرت الكونجرس بشكل غير رسمي، ما يفتح الباب أمام مخاوف تتعلق بالشفافية والإجراءات التقليدية المتبعة في الموافقة على صفقات الأسلحة. رغم أن القانون الأميركي يلزم إدارة الرئيس الأميركي بإخطار الكونجرس رسميًا قبل أي بيع أسلحة كبير، إلا أن الإخطار غير الرسمي أثار تساؤلات حول نوايا الإدارة وطبيعة الصفقة.
الضغوط من داخل الكونجرس
تواجه الإدارة الأميركية ضغوطًا متزايدة من بعض أعضاء الكونجرس الذين يعارضون هذه الصفقة الضخمة. في الوقت الذي يدافع فيه مؤيدو الصفقة عن أهمية دعم إسرائيل في مواجهة التهديدات الإقليمية، يرى المعارضون أن هذه الصفقة قد تؤدي إلى تصعيد التوترات في المنطقة، خصوصًا في ظل الاستفزازات العسكرية المستمرة من بعض القوى الإقليمية.
العديد من الأصوات الديمقراطية في الكونجرس أعربت عن قلقها بشأن بيع الأسلحة لدولة مثل إسرائيل، خاصة في ضوء الانتقادات المتزايدة بشأن السياسات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين وتزايد الصراع في المنطقة. ويعتقد هؤلاء النواب أن الولايات المتحدة بحاجة إلى ممارسة المزيد من الضغط على إسرائيل من أجل المضي قدمًا في عملية السلام وتحقيق حل الدولتين.
الدور الأمريكي في الشرق الأوسط
تعتبر إسرائيل أحد أبرز حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وقد تلقّت دعماً عسكرياً أميركياً كبيراً على مدار العقود الماضية. ومع تصاعد التهديدات من إيران والجماعات المدعومة من طهران، مثل حزب الله في لبنان وحركة حماس في غزة، تبقى إسرائيل بحاجة إلى أسلحة ومعدات متطورة للحفاظ على تفوقها العسكري في المنطقة.
هذه الصفقة تأتي في وقت حرج بالنسبة لإدارة بايدن، التي تجد نفسها بين مطالبات بمواصلة دعم إسرائيل وضرورة إعادة تقييم العلاقات مع الشرق الأوسط في ظل التحديات الجيوسياسية المتزايدة. وبينما تواجه الإدارة الأميركية ضغطًا داخليًا وخارجيًا، تظل صفقة الأسلحة موضوعًا حساسًا سيكون له تأثيرات طويلة الأمد على السياسة الأميركية في المنطقة.
الخطوة التالية في الكونجرس
على الرغم من أن الصفقة لم تتم الموافقة عليها بشكل رسمي بعد، فإن الكونجرس سيكون أمام اختبار في الأشهر المقبلة، حيث سيُطلب منه إما الاعتراض على الصفقة أو الموافقة عليها. إذا تم تمرير الصفقة، فإنها ستشكل جزءًا من سياسة بايدن تجاه الشرق الأوسط، والتي تسعى إلى تحقيق استقرار طويل الأمد في المنطقة مع الحفاظ على التحالفات الاستراتيجية في ظل التقلبات السياسية المستمرة.