مع حلول فصل الشتاء البارد وانخفاض درجات الحرارة في أنحاء أوروبا، سجلت الدول الأوروبية أسرع وتيرة استهلاك لاحتياطيات الغاز الطبيعي منذ عام 2018. يواجه الاتحاد الأوروبي تحديات كبيرة في تأمين الإمدادات اللازمة لتدفئة المنازل وتشغيل الصناعات، في وقت لا تزال فيه القارة تعاني من تداعيات أزمة الطاقة الناتجة عن التوترات الجيوسياسية.
أرقام مقلقة
وفقًا لتقارير الطاقة الأوروبية، انخفضت مستويات احتياطيات الغاز بشكل حاد خلال الأسابيع الأولى من العام الجديد، مع استهلاك متسارع تجاوز التوقعات. يُقدر أن معدلات السحب اليومية من الاحتياطيات ارتفعت بنسبة 20% مقارنة بالمعدل الموسمي المعتاد.
أسباب الزيادة في السحب
- شتاء قاسٍ: شهدت أوروبا انخفاضًا ملحوظًا في درجات الحرارة، مما أدى إلى زيادة الطلب على الغاز لتدفئة المنازل والمباني العامة.
- نقص الواردات: رغم الجهود المبذولة لتأمين بدائل عن الغاز الروسي، تواجه أوروبا صعوبة في الحصول على إمدادات مستقرة من الغاز الطبيعي المسال.
- الاعتماد على الاحتياطيات: أدى ارتفاع أسعار الغاز في السوق العالمية إلى تفضيل الدول الأوروبية الاعتماد على المخزونات المحلية بدلاً من شراء الغاز بأسعار مرتفعة.
تحديات مستقبلية
إذا استمر الاستهلاك بهذه الوتيرة، قد تواجه أوروبا صعوبات في تأمين إمدادات كافية لبقية فصل الشتاء. وقد يتطلب الأمر تدخلات حكومية لإدارة الطلب وتخفيف الضغط على الاحتياطيات.
خبراء الطاقة يحذرون من أن أي انقطاع إضافي في الإمدادات قد يؤدي إلى نقص حاد في الغاز، خاصة إذا استمرت موجات البرد أو ازدادت حدة النزاعات الجيوسياسية التي تؤثر على تدفقات الغاز إلى أوروبا.
جهود للتعامل مع الأزمة
- زيادة الواردات من الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة وقطر.
- تعزيز الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة لتقليل استهلاك الغاز.
- حملات توعية لترشيد استهلاك الطاقة على مستوى الأسر والصناعات.
أزمة تتكرر؟
عودة أوروبا إلى استهلاك احتياطيات الغاز بمعدلات مرتفعة تعيد إلى الأذهان أزمة الطاقة التي شهدتها القارة في 2018، عندما دفعت موجة برد قاسية الدول الأوروبية إلى استنزاف مخزوناتها الاستراتيجية.