أنقرة – في تصريح أثار جدلاً واسعاً، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده لم تدخل الأراضي السورية بشكل مباشر، لكنها لعبت دوراً رئيسياً في تشكيل الوضع الحالي هناك. جاء هذا التصريح خلال كلمة ألقاها في أحد التجمعات الجماهيرية، حيث تناول قضايا إقليمية وأمنية، بما في ذلك التدخلات التركية في سوريا ودور أنقرة في الصراع الدائر منذ أكثر من عقد.
الدور التركي في سوريا
أوضح أردوغان أن تركيا تدخلت في سوريا عبر دعمها الفصائل المسلحة المناهضة لنظام بشار الأسد، بالإضافة إلى العمليات العسكرية المباشرة التي شنتها أنقرة في مناطق شمال سوريا. وأشار إلى أن هدف بلاده كان حماية أمنها القومي من التهديدات التي تشكلها المجموعات الإرهابية مثل “داعش” ووحدات حماية الشعب الكردية.
وقال أردوغان:
“لم ندخل سوريا لاحتلال أراضيها، بل لدعم الشعب السوري في نضاله ضد الاستبداد والإرهاب. لقد أوصلنا الوضع في سوريا إلى ما هو عليه الآن دون الحاجة إلى احتلال مباشر.”
تأثيرات التدخل التركي
منذ بدء الصراع السوري، نفذت تركيا عدة عمليات عسكرية على الأراضي السورية، مثل عمليات “درع الفرات” و”غصن الزيتون” و”نبع السلام”. هذه التدخلات أدت إلى تغييرات جوهرية في خارطة النفوذ داخل سوريا، حيث تسيطر تركيا حالياً على مناطق واسعة في الشمال السوري.
ورغم تأكيد أنقرة على أن تدخلاتها تهدف إلى حماية أمنها القومي، يرى منتقدون أن هذه العمليات ساهمت في تعقيد الأزمة السورية، وزادت من حدة الانقسامات الداخلية، وأثرت على الجهود الدولية لإيجاد حل سياسي.
ردود الفعل الدولية والمحلية
أثار تصريح أردوغان ردود فعل متباينة. فعلى الصعيد الدولي، رأت بعض الأطراف أن هذا التصريح يعكس اعترافاً ضمنياً بتأثير أنقرة الكبير على مسار الأزمة السورية. أما محلياً، فقد لاقى التصريح انتقادات من المعارضة التركية التي تتهم الحكومة بالتورط المفرط في النزاعات الإقليمية.
الوضع الراهن في سوريا
تأتي تصريحات أردوغان في وقت تواجه فيه سوريا تحديات إنسانية وسياسية واقتصادية غير مسبوقة. ومع استمرار التدخلات الإقليمية والدولية، يبقى الشعب السوري الضحية الأكبر للصراع الذي طال أمده.
تصريحات الرئيس التركي تسلط الضوء على الدور المعقد لأنقرة في الأزمة السورية. وبينما تعتبر تركيا أن تدخلاتها مبررة لحماية أمنها القومي، يبقى السؤال: هل يمكن لهذه السياسات أن تسهم في إنهاء الصراع أم أنها تعمق الأزمة؟